أصدرت «دار تكوين» في جدة الطبعة الثانية المزيدة من كتاب: «دليل الرسائل الجامعية في الأدب والنقد في المملكة العربية السعودية»، وهو من إعداد الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الحيدري، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والذي كشف في المقدمة عن أنه أمضى ربع قرن في جمع مادة الكتاب.

وقد جاءت الطبعة في 512 صفحة، وضمت معلومات عن نحو 900 رسالة جامعية (ماجستير ودكتوراه) نوقشت في الجامعات السعودية والعربية والعالمية، وكلها اتجهت لدراسة الأدب السعودي؛ سواء ما اختص منها بدراسة أديب محدد، وظاهرة أو ظواهر معينة وفق مناهج نقدية مختلفة، مثل: التاريخية، والنفسية، والإنشائية، والموضوعاتية، والسيمائية، والبنيوية… وغيرها من المناهج.

وتكون الكتاب – إلى جانب المقدمة – من توطئة مختصرة عن واقع الاهتمام بدراسة الأدب في المملكة ونموه، ثم من تحليل يتضمن جداول إحصائية عن الرسائل واتجاهاتها ومضامينها، ثم «ببليوجرافيا» الرسائل الجامعية المناقشة التي صنفت إلى: أدب الأطفال، وأدب الرحلة، ودراسات تاريخ الأدب، والرسائل، والسيرة الذاتية، والشخصيات الأدبية، والشعر، والصحافة الأدبية، والقصة القصيرة، والقصة القصيرة جداً، والقصة والرواية، والمسرحية، والمقالة، والمقامة، والنقد الأدبي.

واستكمالاً للفائدة؛ وضع المؤلف حاشية لكل رسالة طبعت في كتاب وذكر مكان الطباعة ودار النشر والتاريخ، وأشار إلى أي تغيير يحصل بين العنوان الأصلي للرسالة، وبين العنوان الذي اختاره المؤلف عند الطباعة؛ لأن الاطلاع على الرسالة الجامعية في صورة كتاب أيسر من الاطلاع عليها في صورتها الأصلية.

وقد جاءت الأندية الأدبية الـ16 المنتشرة في المملكة في مقدمة الجهات الناشرة للرسائل؛ إذ تحولت عن طريقها أكثر من مائة رسالة إلى كتب مطبوعة متداولة، يأتي بعدها في الاهتمام بنشر الرسائل «كرسي الأدب السعودي» التابع لجامعة الملك سعود الذي أولى هذا الجانب، بحكم الاختصاص، عناية واضحة، ونشر نحو 40 رسالة، ومن الجهات الحكومية التي أسهمت في نشر الرسائل: وزارة الثقافة والإعلام (وكالة الوزارة للشؤون الثقافية) التي نشرت 8 رسائل؛ تزامناً مع انعقاد «مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث (1430هـ – 2009م)»، و«مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس (1438هـ – 2016م)».

ومن المؤمل (كما ورد في الغلاف الخلفي للكتاب) أن يُسدي هذا العمل للباحثين خدمة نافعة؛ «إذ يقدم لهم صورة واضحة المعالم لما أُنجز في هذا الحقل، ويوفر لهم الوقت والجهد في الإلمام برؤية تعريفية لما كتب في موضوع ما في الأدب والنقد في السعودية من دراسات علمية سابقة. وهذا بدوره يساعد كذلك على تلافي الوقوع في تكرار تلك الموضوعات، ويفتح آفاقاً رحبة إلى ما يمكن إضافته من جديد إلى البناء السابق في تلك الدراسات، مما يُرجى أن ينتفع بها كل باحث في الأدب والنقد، وأن تفيد منها كذلك مكتبات الدراسات العليا في الجامعات عامة، وفي أقسام اللغة العربية وآدابها خاصة؛ لما لذلك من أهمية تساعد القائمين عليها في توجيه الباحثين التوجيه المناسب في اختيار موضوعاتهم».

وقد تضمن الكتاب بعض النتائج المهمة؛ منها أن: أقدم رسالة قدمت عن الأدب في المملكة رسالة الدكتوراه التي أنجزها محمد بن عثمان الصالح في جامعة كمبردج ببريطانيا عام 1386هـ – 1966م بإشراف المستشرق المشهور آرثر آربري، وعنوانها: «الشعر الحديث في نجد»، وأقدم رسالة في الأدب السعودي نوقشت داخل المملكة هي رسالة عبد الله بن محمد أبو داهش في الماجستير، وعنوانها: «الأدب في جنوبي البلاد السعودية خلال القرن الثالث عشر والنصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري»، بإشراف الدكتور محمد بن عبد الرحمن الشامخ، ونوقشت في قسم اللغة العربية بكلية الآداب في جامعة الملك سعود عام 1401هـ – 1981م.

كما رصد الكتاب 38 رسالة جامعية درست أدب غازي القصيبي الشعري والنثري، و13 رسالة درست شعر طاهر زمخشري، و12 رسالة تناولت شعر محمد حسن فقي، و12 رسالة بحثت في أدب عبد العزيز مشري، و11 رسالة كُتبت عن شعر محمد الثبيتي، و10 رسائل عن روايات محمد حسن علوان، و7 رسائل عن أدب حسن القرشي، و7 رسائل درست أدب حسين سرحان، و6 رسائل عن شعر محمد بن علي السنوسي.

المصدر: الشرق الأوسط