صفوت بركات

خطورة الأزمة الاقتصادية أنها ستكون حالة عقابية بأثر رجعى لنمط معيشى لعقود طويلة أو لقرن سابق

لأن تكلفة الفشخرة في حياة المصريين والطبقات المتوسطة والأدنى منها تعادل 75% من دخلهم وهو ما سيجعلهم أسرى للديون أو على حساب ضرورات حياتية أخرى،

أو صراع بين كافة أفرادها والتعبير عنها أو تفريغها في شكل جرائم و تفسخ أخلاقي وأسَرِى؛

لأن الفشل في تربية الأجيال الحالية وسفه النساء وتوغل النفسية الاستهلاكية في الإنسان المصري،

الذي سقط في فخ الهوس الاستهلاكي ومنافسة الطبقة الثرية لتعويض عجزه عن إنتاج الثروة بسبب مناخ الاستبداد الذي حكم البلاد ونهب ثروتها واحتكر توزيعها لقرن من الزمان.

وبسبب استبدال القيم وانتقالها من قيم عليا تتركز في سلوك الذات الإنسانية للمادة وحيازتها؛

فرتبة الحذاء صاحب الماركة العالمية في المجتمع أعظم من رتبة أستاذ الجامعة!

ورتبة هز وسط بغيِّ في الشارع أعظم من رتبة صوت المؤذن!

ورتبة هاتف آيفون أعلى وأعظم من رتبة ذوات الخدور من العفيفات المحصنات.

والخطر لن يكون قاصرًا على طبقة مجتمعية دون طبقه بل سيشمل الكافة ولن ينجوا منه إلا من رحم الله.

والخلاصة العيش كفافًا، ليس دونية، ولكنه الفخر كل الفخر.

من صفوت بركات

أستاذ علوم سياسية واستشرافية