الرئيس عباس في قمة تونس

أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس صرخة تحذير من خطوات أكثر فداحة قد تخطوها أدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد قرارتها الكارثية بشأن القدس ومرتفعات الجولان.

وقال عباس، خلال الدورة الثلاثين للقمة العربية بتونس الأحد: “الآتي أخطر وأعظم من الولايات المتحدة حيث ستقول لإسرائيل ضمي جزء من الأراضي الفلسطينية وأعطي ما تبقى حكما ذاتيا وأعطي قطاع غزة دولة شكلية تلعب بها حماس”.

واتهم عباس الإدارة الأمريكية بتحمل المسؤولية الأولى وراء دعم إسرائيل لانتهاك حقوق الفلسطينيين.

وقال عباس: “تصرف إسرائيل كدولة فوق القانون ما كان ليحصل لولا دعم الإدارة الأمريكية وهي التي اعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل. هي السبب الأول والأخير”.

كما اتهم عباس الإدارة الأمريكية بإنهاء حل الدولتين وإسقاط صفة الاحتلال على الأراضي الفلسيطينة.

وقال الرئيس الفلسيطني: “من وجهة نظر الولايات المتحدة فإن إسرائيل لم تحتل فلسطين وحرب 67 لم تحصل مطلقا”.

وحذر عباس من استمرار إسرائيل في تدمير حل الدولتين وان هذا الأمر سيدفع الجانب الفلسطيني إلى اتخاذ قرارات مصيرية.

وقال عباس، إنه “لم يعد باستطاعتنا تحمل الوضع القائم أو التعايش معه حفاظا على مصالح وأحلام شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وسنضطر لاتخاذ خطوات وقرارات مصيرية”.

عباس: لم يعد باستطاعتنا تحمل الوضع القائم أو التعايش معه وسنضطر لاتخاذ خطوات وقرارات مصيرية

وأضاف: “أننا مقبلون على أيام غاية في الصعوبة، بعد أن دمرت إسرائيل كل الاتفاقيات وتنصلت من جميع الالتزامات منذ اتفاق أوسلو إلى اليوم”.

وأكد أن “استمرار إسرائيل في سياساتها وإجراءاتها لتدمير حل الدولتين، جعلنا نفقد الأمل في أي سلام يمكن تحقيقه معها”، مشيرا إلى أن “مواصلة إسرائيل لسياساتها العنصرية والتصرف كدولة فوق القانون ما كان له أن يكون لولا دعم الإدارة الأمريكية، خاصة اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارتها اليها، وازاحة ملفات الاستيطان، واللاجئين والأونروا من على الطاولة”.

وأكد عباس أن “ما قامت به الادارة الأمريكية الحالية بقراراتها يمثل نسفا لمبادرة السلام العربية وتغيرا جذريا في مواقف الادارات الامريكية المتعاقبة تجاه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وبذلك أنهت ما تبقى لها من دور في طرح خطة سلام أو القيام بدور وسيط في عملية السلام”.

وجدد التأكيد على أنه “لا يمكن ان نقبل خطة سلام لا تحترم أسس ومرجعيات عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية وصولا إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق الحرية والاستقلال”.

وحذر عباس “من محاولات اسرائيل دفع بعض دول العالم لنقل سفارتها الى القدس، ما يستدعي من الجميع اعلام تلك الدول بأنها تخالف القانون الدولي والشرعية الدولية وانها تعرض مصالحها السياسية والاقتصادية مع الدول العربية للضرر والخطر إن قامت بذلك”.

وأعرب الرئيس الفلسطيني عن ثقته بأن “محاولات إسرائيل لتطبيع علاقاتها مع الدول العربية والاسلامية لن تنجح ما لم تطبق مبادرة السلام العربية للعام 2002، من البداية إلى النهاية وليس العكس، فلا تطبيع إلا بعد انهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية العربية”.

وأشار عباس إلى أنه “في ظل غياب حل سياسي يستند للشرعية الدولية، فقد دعونا لعقد مؤتمر دولي للسلام وانشاء آلية دولية متعددة الاطراف لرعاية المفاوضات”.

وحث الدول الأوروبية التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين للقيام بذلك، مؤكدا أن هذا الأمر ليس بديلا عن المفاوضات بل سيحافظ على حل الدولتين ويعزز فرص السلام في المنطقة