عبد المنعم إسماعيل

مشكلة بعض تيارات المنتسبين للحركة الإسلامية تخشى الاعتصام وتعادي الوحدة أكثر من خصوم الأمة..

لأن البعض يعيش فوبيا ضريبة التلاقي وفض الاشتباك الفكري بين أطياف الحركة الإسلامية المعاصرة.

 

لماذا يخافون من الاعتصام؟

 

١- لأن الاعتصام يقضي على سبوبة الصراع أحيانا حين تنحرف النوايا ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

٢- لأن الالتقاء يجفف منحنيات الأهواء النفسية والذاتية.

 

٣- لأن الوحدة تؤسس كيانا واحدًا للأمة الواحدة فتتوقف عندها وظائف إعلامية للرابحين من الخلاف والصراع..

ففي كل اتجاه ناطق رسمي وأمين عام وأمين مساعد وإمام قائد مبايع من الجميع بتوافقات سرية أو علنية جهرية..

فحال الاعتصام تذوب هذه المسميات ومن هنا يعادي ضحايا الاعتصام فكرة التفكير فيه مبدئيا قبل أن تكون واقعا.

 

٤- يخافون من الاعتصام إلا على أساس عودة كل فروع الأطياف الموجودة إلى رؤيتهم..

لأنهم يرون في أنفسهم أمة بديلة للأمة التي يقرأون عنها في التراث والتاريخ ويتمنون تجدد ما كان سلفا حسب تصوراتهم الخاصة.

 

الاشتباك بين أطياف الحركة الإسلامية

 

▪︎ لابد أن نعي ونفهم بوضوح تام أن هذا الاشتباك بين أطياف الحركة الإسلامية المعاصرة يقع ويحدث بنسب متفاوتة..

فما ما لا يتجاوز ١٠%  تقريبا من هذا الخلاف قائم على الرؤية العلمية النبيلة ودائما يكون توابع هذا الخلاف ونتائجه خفيفة التبعات والأضرار والمآلات..

ويكون محميًا بقواعد الأدب والإخلاص والاتباع ودراسة المآلات وحراسة النجاحات وإدراك تربص الخصوم.

 

الخلافات والتدافعات

 

 

▪︎ ثم يكون هناك غالبية الخلافات والتدافعات تقع بنسبة ٦٠% -أو اقل بقليل-

نتيجة التوجهات النفسية قبل القضايا الخلافية كالتي بين أطياف الحركة الإسلامية السنية

التي لا تختلف على أصل أو ثابت أو أمر قطعي الدلالة..

بل للأسف معظم ضحايا هذا الخلاف ممن يقيسون الأمور نفسيا وحزبيا وسياسيا أكثر من الحكم على الأمور بطريقة علمية رشيدة تابعة لرؤية الأئمة الأعلام الكرام.

 

▪︎ كما يوجد ٣٠% من الخلاف نتيجة الولاءات للأجندات السياسية المعاصرة التي تستخدم التراث والتاريخ والواقع لنصرة رؤية محددة في زمان محدد لتصورات محدثة متجددة..

تسعى لجعل القضية المتنازع عليها وكأنها قضية إيمان أو كفر بحيث يتم وضع المؤيدين في جانب الإيمان و المخالفين في جانب العصيان ومن ثم البراء.

 

الخلاصة:

 

حتما تلتقي الأمة أو تتعرض لسنن الله الكونية في الاستبدال حال البقاء مصاحبين لعلل التفرق وذهاب الريح.

قال تعالى : وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم (38).سورة محمد.

فبقاء الأمة في صحبة مظاهر  التولي عن دلالات الاعتصام ومظاهره سوف يقوم بتعريضها لقوارع الاستبدال شاءت أم أبت.

من عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية