عبد المنعم إسماعيل

المفردات التالية «الجماعة، الحزب، أهل السنة، المذهب»، نتج من التفسير الحرفي لها عدة إشكاليات وحين تم تسكين هذا التفسير على واقع محدد عدة  أصاب هذا العمل الأمة في مقتل حين هضمت كليات جامعة  في فروع مختزلة لهذه الكليات.

 

كيف نفهم دلالة المفردة من هذه المفردات؟

 

لا مشاحة في الاصطلاح هكذا يقر أهل الإسلام والسنة والفقه واللغة من جانب ومن جانب آخر تدور معركة حامية الوطيس بين جنابت المراكز الفقهية والبحثية بصورة عامة للسعي بحصرية اختزال المدح أو الذم لمن ينتمون لمؤسسة حزبية أو جماعية أو مذهبية أو سنية تحت شعار أهل السنة كما أرادها المنتمون تحت رايتها.

 

بعض الهاربون من أزمة الواقع تطحن عقولهم فوبيا الحزب والجماعة فيصرخون عاليا لسنا حزبيين ولن نقبل أن نكون وحين يتلون كتاب الله عز وجل: {وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}.

 

فتتشكل عقولهم وقلوبهم من خلال مفردة حزب الله التي يجعلون منها الأمة الإسلامية والجماعة المسلمة والمذهب الفقهي الموازي للمذاهب الأخرى الجامعة للأمة.

 

فهنا يقبل مفردة الحزب وقريبا من هذه الدلالة ينقلب لعانا وطعانا على المسلمين المنتمين سواء فقهيا مذهبيا أو سياسيا حزبيا في منحنيات الخيارات المعاصرة يمينا أو يسارا؟

 

هل من العقل والوعي استنزاف جهود الأمة في المسافات البينية حال فهم كل مفردة من هذه المفردات؟!

 

إذا تم الاستسلام بقبول التعامل مع هذه المفردات وقبول دلالة كل مفردة لغويا أو فقهيا أو شرعيا بشكل عام فلماذا التحجر حين نقبل مفردة الحزب أو المذهب أو السنة أو الجماعة  ونجحد مفردة الحزبي أو المذهبي أو السني أو …….؟

 

ومن جانب آخر هل من العقل اختزال كل الإسلام في بعض  الحزب أو الجماعة أو المذهب؟!

 

هل نعتبر هذا التدافع البيني جزء من قدر التنوع أم جزء من هوى الصراع الخادم للأعداء حين لا ينفع الأولياء؟

 

هل من العقل أن تضيع جهود الأمة بين فهمنا لدلالة هذه المفردات عند الفرد والجماعة والأمة؟

 

متى تنجح الأمة في حل هذا الإشكال البيني بين فهم  هذه المفردات؟

 

المحزن جدا أن غربان الغرب المتربص بالأمة نجح نجاحا متواليا في استثمار المسافات البينية بين المسلمين ومفردات فهمهم لشريعتهم فصنعوا من كل تنوع بين فهم مفردتين فرص لنجاحهم حال استثمارهم لليمين أو لليسار حول كل مفردة فمتى نعي هذه الإشكاليات؟

 

إلى متى نظل غرقى في دائرة المظلومية والبكائيات التي تستهلك أجيال ولا تحقق قريب  آمال أو بعيدها إلا ما ارتبط بوهم بعض الرؤى الضيقة التي أراد لها أصحابها أن تكون وكيلا حصريا للدين والأمة؟

من عبد المنعم إسماعيل

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية