محمود سامي البارودي

محمود سامي حسن حسين عبد الله البارودي

الميلاد: 1839م، (محافظة البحيرة)،

الوفاة: 12 ديسمبر 1904م، القاهرة

– اختلف المؤرخون في مكان مولده، فبعض المصادر تؤكد أنه من مواليد مدينة “إيتاي البارود” بالبحيرة، حيث كانت تقيم عائلته، لكن مصادر أخرى تقول إنه مواليد مدينة “دمنهور”، بينما يؤكد فريق ثالث أنه مواليد منطقة “باب الخلق” بالقاهرة.

والفريق الرابع يؤكد أنه مواليد السودان (وهذا هو الأرجح) لأن أبوه كان ضابطا في الجيش المصري برتبة لواء، وعُيّنَ مديرًا لمدينتَيْ: بربر ودنقلة في السودان، ومات الأب في السودان، وكان محمود سامي حينئذ في السابعة من عمره.

ولكن جميع المصادر أكدت أن جذوره شركسية، غير مصرية.

– يعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلًا ومضمونًا.

– تلقى البارودي دروسه الأولى فتعلّمَ القراءة والكتابة، وحفظَ القرآن الكريم، وواصل دراسته حتى التحق بالحربية مثل والده.

التحق وهو في الـ12 بالمدرسة الحربية سنة 1852م، وبدأ يظهر شغفا بالشعر العربي وشعرائه الفحول، حتى تخرّج عام 1855م، والتحق بالجيش السلطاني.

سافر إلى الآستانة عام 1857، وتمكن أثناء إقامته من إتقان التركية والفارسية ومطالعة آدابهما، وحفظ كثيرا من أشعارهما.

أجاد اللغتين: التركية والفارسية، وساعده ذلك على الالتحاق بنظارة الخارجية العثمانية، ولما عاد إلى مصر عام 1863م، عمل مساعدا لإدارة المكاتبات بين مصر والآستانة، ثم حن إلى حياة الجندية، فانتقال إلى الجيش (الحرس الخديوي) برتبة بكباشي، وعين قائدا لكتيبتين من فرسانه.

أسندت إليه رئاسة الوزارة في الرابع من فبراير 1882م، حتى 26 من مايو من نفس العام.

كان البارودي أحد أبطال ثورة 1881م، الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي، وبعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد فساد الحُكم، وضد الاحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882م،  قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية في 3 ديسمبر1882م، إلى جزيرة سرنديب (سريلانكا).

بقي في المنفى بمدينة “كولومبو” عاصمة سريلانكا أكثر من 17عاما، يعاني الوحدة والمرض والغربة فسجّل كل ذلك في شعره النابع من الألم والمعاناة.

– وهناك تعلم الإنجليزية حتى أتقنها، ثم انصرف إلى تعليم أهل الجزيرة اللغة العربية، ليعرفوا لغة دينهم الحنيف، واعتلى المنابر في مساجد المدينة ليُفقّه أهلها شعائر الإسلام.

وطوال تلك الفترة ظل يرسل قصائده الخالدة، يسكب فيها آلامه وحنينه إلى الوطن، ويرثي من مات من أهله وأحبابه وأصدقائه، ويتذكر أيام شبابه ولهوه وما آل إليه حاله، ومضت به أيامه في المنفى ثقيلة بطيئة، فاجتمعت عليه علل الأمراض، وفقدان الأهل والأحباب، فساءت صحته.

وبعد أن بلغ الستين من العمر واشتدت عليه وطأة المرض وضعف البصر، عاد إلى مصر يوم 12 سبتمبر 1899م، للعلاج، وكانت فرحته بالعودة إلى الوطن غامرة، وأنشد أنشودة العودة التي قال في مستهلها:

أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ ….  فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ

ترك العمل السياسي، وفتح بيته بالقاهرة للأدباء والشعراء، وكان على رأسهم أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومطران خليل مطران وإسماعيل صبري، وقد تأثروا به جميعا ونسجوا على منواله، فخطوا بالشعر خطوات واسعة، وأُطلق عليهم “مدرسة النهضة” أو “مدرسة الإحياء”.

المؤلفات:

له ديوان شعر في جزئين، ومجموعات شعرية سُميّت مختارات البارودي، جمع فيها مقتطفات لثلاثين شاعرا من العصر العبّاسي، ومختارات من النثر تُسمّى قيد الأوابد.

كما نظم قصيدة مطولة في مدح الرسول عليه الصلاة والسلام، تقع في أربعمائة وسبعة وأربعين بيتا، وقد جارى فيها قصيدة البوصيري البردة قافية ووزنا، وسماها كشف الغمّة في مدح سيّد الأمة، مطلعها:

يـــا رَائِدَ البَـــرقِ يَــمّــمِ دارَةَ العَــلَمِ

وَاحـــدُ الغَـــمـــامَ إِلى حَـــيٍّ بِــذِي سَــلَمِ

وَإِن مَــرَرتَ عَــلى الرَّوحــاءِ فَــامـرِ لَهـا

أَخــــلافَ ســـارِيَـــةٍ هَـــتّـــانَـــةِ الدِّيَـــمِ

مِــنَ الغِــزارِ الَّلواتــي فــي حَــوالِبِهــا

رِيُّ النَّواهِــــلِ مِــــن زَرعٍ وَمِــــن نَـــعَـــمِ

الوفاة:

توفي محمود سامي البارودي بالقاهرة، في 12 من ديسمبر 1904م