فَيَا عَجَبًا لمن رَبَّيْتُ طِفْلاً … ألقَّمُهُ بأطْراَفِ الْبَنَانِ

أعلِّمهُ الرِّماَيَةَ كُلَّ يوَمٍ … فَلَمَّا اسْتَدَّ ساَعِدُهُ رَمَاني

وَكَمْ عَلَّمْتُهُ نَظْمَ الْقَوَافي … فَلَمَّا قَال قَافِيَةً هَجَاني

أعلِّمهُ الْفُتُوَّةَ كُلَّ وَقْتٍ … فَلَمَّا طَرَّ شارِبُهُ جَفَاني


– من الأَبياتِ المشهورةِ التي يُضرَبُ بِها المثَلُ فيمَن يُنكِرُ إِحسانَ مَن أَحسنَ إليهِ، ويُجازِيه بِالإحسَانِ إِساءةً

 

– الأبيات منسوبة للشاعر مَعْن بن أَوس، ونجد ذلك في كتاب الحريري (دُرّة الغوّاص في أوهام الخواصّ)- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ص 182، ويحيلنا المحقق إلى ديوان معن، ص 37.

 

– يقول الحريري:(الرواية الصحيحة فيه (استدّ) بالسين، ويكون المراد بها السَّداد في الرمي، وقد رواه بعضهم بالشين التي هي بمعنى القوة).

– الرواية التي ترد في معظم كتب التراث (اسْتَـدَّ) بِالسَّينِ، مِن السَّدادِ بمعنَى: الاستِقَامة، والمرادُ: السَّدادُ في المرمَى، وقد نبَّه إلى هذا كثيرٌ مِن أهلِ اللُّغةِ في مصنَّفاتِهم، كالخليلِ بنِ أحمدَ في (العَين)، والجوهريُّ في (الصَّحَاح)، وابنُ مَنظورٍ في (اللِّسان) وغيرُهم.. لكن في (لسان العرب) لابن منظور وردت (اشتدَّ).

 

– قال ابن بَرَِي: هذا البيت يُنسب إلى معن بن أوس، قاله في ابن أخت له.

الشاعر:

– معن بن أوس بن نصر بن زياد المزني.. شاعر جاهلي أدرك الإسلام وأسلم، وهو من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم.

– له مدائح في بعض الصحابة، رحل إلى الشام والبصرة، وكفّ بصره في أواخر أيامه، وكان يتردد إلى عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب فيبالغان في إكرامه.. وهو صاحب لامية العجم التي أولها: لعمرك ما أدري وإني لأوجلُ/ على أينا تعدو المنية أولُ

– توفي في المدينة، سنة 64 هـ..