قالت العرب:

ولكل شيءٍ آفةٌ من جنسِهِ … حتى الحديدُ سطا عليه المبردُ/

– آفة العلم النسيان،

وآفة الحديث الكذب،

وآفة الشجاعة البغي،

وآفة الجُـود التبذير،

وآفة العقل الهوى،

وآفة الرأفة الجزع،

وآفة الحياء البلادة،

وآفة الجمال الخيلاء،

وآفة الإيمان الشِرك،

وآفة الشرف الكِبْر،

وآفة الذكاء المكر،

وآفة العبادة الرياء،

وآفة الحِلم الذُّلّ،

وآفة الرياسة الفخر،

وآفة الوفاء الغدر،

وآفة الكلام الإطالة،

وآفة الواعظ العنف،

وآفة الموعوظ الملل،

وآفة الغنى الطغيان،

وآفة الرأي الاستبداد.

ويقول الدكتور مصطفى محمود:

الله خلق لكل شيءٍ آفته التي تعتدي عليه:

خلق القطن، وخلق دودة القطن.

خلق النبات، وخلق الجراد.

خلق الأسنان، وخلق السوس.

خلق العين، وخلق الرمد.

خلق الأنف، وخلق الزكام.

خلق الثمرة، وخلق العفن.

– خلق الإنسان وخلق معه جيشًا من الأعداء لاغتياله: قمل، وبق، وبراغيث، وبعوض، وديدان، وعقارب، وثعابين، وبلهارسيا، وحيوانات ضارية، وميكروبات، وسل، وجذام، وتيفود، وكوليرا، وقراع، وصديد

– وخلق الحياة.. وخلق الحر والبرد، والصقيع ورياح السموم

– لم يرد بالدنيا أن تكون دار سلام .. وإنما دار حرب وصراع وبلاء، وشد وجذب، وكر وفر.. لأن الله يعلم أن حياتنا الدنيوية إذا أخلدت إلى الراحة والأمن والدعة والسلام؛ ترهّلت وضعفت وانقرضت..

– إن خلافتنا الداخلية وانقسامتنا الداخلية أشبه بالصديد الذي يتخلف في الجراح من جراء التهاب النسيج بالسم الميكروبي والأجسام المضادة التي يفرزها .. وهي مرحلة يليها تدفق الدم من النسيج المحتقن ليغسل كل شيء ثم يعقب ذلك الالتئام والشفاء

وهي أشياء نتعلمها مما يجري على النسيج الحي حين يتكاثر عليه الأعداء..

وهي قوانين أزلية وضعها الله للخلية والجسم الحي، والأمة والإمبراطورية .. ولا يستطيع أن يشذ عنها مخلوق

إن الذي يجعل من واقعنا الحالي سببًا لليأس، لا يفهم الدنيا، ولا يفهم التاريخ

——————–

من كتاب: (الشيطان يحكم) – د. مصطفـى محمـــود

من يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - رئيس القسم الثقافي