الــنَّـاسُ بــيـن الـقـهـرِ والـحـرمانِ … وطـعـامُهم مــن يـابـس الـسُّعدانِ
وإذا هُـــمُ ظـمـئوا فـغـنَّ شـرابَـهم … مـــن عـلـقـمِ الآهـــاتِ والأحـــزانِ
وحــضـارةٌ حـمـلـتْ أذاهــا فـاغـرًا … فــاهُ بـوجـهِ الـخـيرِ فـي الـبلدانِ
وانـقـضَّ حـامـلُها الـذميمُ مـعربدًا … عَـــدْوًا أتــى مــن غـابـةِ الـذؤبـانِ
مـسـتكبرًا : عـطـفاهُ فــي جـبروته … بــالـبـغـي تــهــتـزانِ والــطـغـيـانِ
مـتـفـلتًا مَـــجَّ الـسَّـجايا واعـتـلى … صــهــواتِ مــــا لِــتَـمَـرُّدِ الـبـهـتانِ
أَوَهـكـذا تُـرعَى الـحقوقُ ! وهـكذا … يُــرجـى لِـعَـالـمِنا ظـــلالُ أمـــانِ !
خابتْ أماني الناسِ بل رجمَ الشّقا … مـايـبـتغون الــيـوم مـــن تـحـنـانِ
وعــلـى الـمـغـاني نـدلـهمُ نـوائـبٌ … دكَّـــتْ وربِّـــي راســـيَ الأركــانِ !
أكــلَ الـقـويُّ لـحـومَ أقـوامٍ هـوتْ … أجـسـادُهـم فـــي تـلـكـم الـقـيعانِ
مـكرٌ وغـدرٌ فـي نـواصي عصرِهم … يــتـوعـدانِ بــــه بــنــي الإنــسـانِ
ويـقولُ مـن ريـبِ الكلامِ سفيهُهُم … زورًا عــلـيـه حــضـارةُ الـشـيـطانِ
سـقـطَ الـنـظامُ الـعـالميُّ بِـشَـرَّ مـا … صـنـعـتْ يـــداهُ وبــاءَ بـالـخسرانِ
وهـوت شعاراتُ الضَّلالةِ وانطوتْ … خــيـلاءُ مـافـي زخــرفِ الـعـنوانِ
قــد أفـلسَ الـباغي وأفـلسَ فـكرُه … وأتــتْ عـلـيه عـواصـفُ الـحدَثانِ
وتــمـرَّغ الـوجـهُ الـقـبيحُ بـشِـقوةٍ … لـطـمـتْهُ كـــفُّ الــعـارِ والــخـذلانِ
هــي لـعبةُ الـماسون قـيحها الـذي … هـو صـاحبُ الـجبروتِ والسُّلطانِ
فــيــهـا تـــمــادتْ لابــحــقٍّ كــفُّــه … تــرمـي وفــيـرَ مـواهـبِ الـرحـمنِ
وسـبـاقُها الـمحموم أعـمى وِجـهةً … فــغــوت بــــلا نـــورٍ ولا وجـــدانٍ
بـئستْ حـضارتُهم وبـئس نـظامُها … لـفـظتْه دنـيـا الـناسِ فـي الأزمـانِ
أَوَلَــمْ تــرَ الـلـعناتِ تـصـعدُ لـلـسَّما … لـتـصـبَّ نـقـمـتَها عـلـى الأضـغـانِ
وهـم الـيهودُ : نـساؤُهم ، أمـوالهم … فـي الشرق أو في الغرب يمتهنانِ
بــــاءت تـجـارتُـهم وهـــذي كـــرَّةٌ … مــشـحـونـةٌ بــالـلـؤمِ والــعــدوانِ
صـنـعـوا زخـارفَـهـا كـثـوبِ بَـغِـيَّةٍ … وحــبـوهُ بـئـس الـسـوقُ بـالإتـقانِ
لـكـنَّه سـرعـانَ مــا افْـتُضِحَتْ بـه … دعــواهُـمُ فـــي الــبـر والإحـسـانِ
يـكـفـي الـنـظـام الـعـالـمي دنــاءَةً … شــكـوى كـــرامِ الـخـلـقِ لـلـرحمنِ
يـكـفـيـه عـــارا إذ أبـــاحَ دمــاءَنـا … في القدسِ أو في الشام أو بغدانِ
يــكـفـيـه ألــــوانُ الأذى بـعـراقـنـا … يـشكو وفـي يـمنٍ وفـي الـسودانِ
يــأتــيـه يـــــومٌ لامـــــردَّ لــبـأسِـه … أخــــذ الــعـزيـز الــقـاهـرِ الــديَّـانِ
فـلـقد هــوت نـظـمٌ وعـاث بـأهلِها … نــــابٌ لــهــم صـنـعـوهُ بـالـكـفرانِ
لاتـصـلـح الـدنـيـا بـغـيـرِ شـريـعـةٍ … قــدســيـة الأحـــكــامِ والــمـيـزانِ
مــن مـكة الإسـلام أشـرق وجـهُها … بـــالـــحـــق والآلاءِ والإيـــــمــــانِ
وبـنـهـجها الأعــلـى تـسـودُ أُخُــوَّةٌ … فـــــي الـعـالـمـيـن بــهـيَّـةُ الأردانِ
لـن تـسعدَ الـدنيا وإن طـال المدى … إلا بـــديـــن مُــحَــمَّـدِ الــعـدنـانـي
فـــــي عـــــودةٍ لـــلــه إســلامـيـةٍ … وبـــسُــنَّــةٍ نـــبــويَّــةٍ ومـــثــانــي
ولـيـخـسـأ الـسـفـهـاءَ آن زوالُــهـم … وإلــى مـصـيرِ الـخلدِ فـي الـنيرانِ