شهر رمضان

حـتّى مـتى تـلهو ، أُخَـيَّ ، وتـلعبُ

      وسِـنِيُّ عـمركَ بـعد حينٍ تنْضُبُ ؟!

أَوَ مــا تــرى الأيّــامَ تـسعى خـيلُها

     فـي ذا الـطّرادِ ، وراصدٌ يترقّبُ ؟!

مــا بـيـن مُـنْـطَلَق الـطّـرادِ وهـدْأةٍ 

   إلاّ سُــوَيــعـاتٌ تُـــعَــدُّ وتُــحـسَـبُ

فـالـسّـابقون الـسّـابـقون ولاحـــقٌ

 حـتماً يـؤولُ إلـى المصير ويذهبُ

مَـــن كـــان هـيَّـأَ خـيـلَه لـطـرادها

     فـــازتْ بـسـبْقٍ ، والـمَـفازُ مُـحَـبَّبُ

أمّــا الّــذي قــد نــام عــن تـربـيبها

     خـسـر الـسّباق وظـلّ عـمراً يـندبُ

لـــكــنّ نـــدبــكَ لا يــــرُدّ ذُرَيْــــرَةً   

 ممّا مضى ، قد غاب عنك المذهبُ

*****

هــيّـا أفـــق مـــن غـفـلةٍ مـجـنونةٍ   

 قــبـلَ الـعـواقبُ شـرّهـا مـتـشَعّبُ

هـيّا اغـتنم رمـضانَ ، يـكثر خـيرُه  

    لـلـرّاغبين الـخـيرَ ، نـعـم الـمـطلبُ

فـيـه الـشّـياطينُ الـلعينة صُـفّدَتْ   

  لا تـخـشَـها ، فـبـذكـر ربّــك تـغـلبُ

لا ، لـيـس لـلشّيطان سـلطانٌ عـلى

      قـلـب الـتّقيّ ،فـنورُ ربّـك يـصحبُ

هــيّـا إلـــى هــذا الـمَـعين مُـطَـهّرَاً 

    فـكـراً وقـلـباً مــن ذنـوبٍ تـحجُبُ

رمـضـانُ بـحـر الـخـير فـيـه لآلــئٌ   

   مــــا حــازهــا إلاّ عــبــادٌ تـتـصَـبُ

هيّا أرِ الغـــــــــــــــــــفّارَ توبةَ نادمٍ

    واحزم أمورَك كي يبينَ المَطلَبُ

رمـضـانُ روض الـتائبين،يمدّهم   

   بـثـمار مـغـفرةٍ وزُلْـفـى تُـعـجِبُ

فادخل رياض البِرِّ واشْهَدْ غيثها 

   فـلعلّ عـمرَكَ بعد جدْبٍ يخصبُ

لا تيأسَنَّ فإنّ ربّك راحــــــــــمٌ   

مَن آب توّاباً ، وعينٌ تَسكبُ

فـاسـكبْ دمــوع نـدامـةٍ مـتطهّراً 

    بـطَهور دمـعك مـن مـعاصٍ تـلْهِبُ

هذي الدّموعُ وثيقةٌ تصف الضّنى

   فــي غـربـةٍ قـد كـنت فـيها تـلعبُ

لكنّه لَعِبٌ يدَنّس أنفــــــــــــــساً   

  لا لِعبُ أطفالٍ بريءٌ يُطــــــــربُ

هـو لِـعبُ شـيطان الـذّنوب مُزَيّناً  

    كـلّ الـقبائح كـي يـطيبَ الـملعبُ

هــيّـا تـطـهّـرْ بـالـدّمـوع غــزيـرةً

 وكــن الـرّشـيدَ ، بـصـالحٍ تـتقرّبُ

*****

هــــذي عـزيـمـة نـــادمٍ مُـتـبَـصّرٍ   

 لا ، لـن يـعودَ إلـى ضـلالٍ يـخلبُ

وا ضـيعةَ الـضّليل غـيّبه الـدّجى   

 وإذا بـــه فـــي حــفـرةٍ يـتـعـذّبُ

بــل إنّــه يـصـلى جـهنّمَ سـاخطا   

  فـقرينه أطـغاه مَـن ذا يـحجُبُ ؟

لا مــنــقــذٌ إلاّ فــــــرارُك تــائــبــا 

    تـرجو رضـا الرّحمان ، يا متعذّبُ

لا تــتـرك الأيـــام تـمـضـي ضـلّـةً 

   هـيّا اغـتنمها كـي يـزولَ الـغيهبُ

رمــضــان وافــــاك وفــيـه لـيـلـةٌ 

 خـيـرٌمن الـدّنيا، فـفيها الـمكسبُ

هـيّـا فـقـمها بـالـصّلاح وبـالـتّقى

    هـيـا ارتـقـبها قـبـل عـمـرٍ يـغـرب

فـلـعـلّ فـيـهـا ســجـدةً بـدعـائـها 

تُمْحَى الخطايا، ثمّ ينجو المذنبُ

نـفَـحاتُ ربّــك فـالْـقَها مُـتَـضَرّعا 

فــهـو الـغـفور وبـابُـه لا يُـحـجَبُ

والـذّنبَ فـاهجُرْ ، ثـمّ أخلصْ نيةً 

  وبـذا يـطيبُ لـك الـمآبُ ويـعذّبُ