محمود دحلا

عنصر الإثارة أسلوب إعلامي لكسب عدد أكبر من المشاهدين وقد يتناول الإعلاميون أشخاصا بأعيانهم في فكرة ما لإحداث زوبعة حولهم

بعض مشاهير الدعاة اليوم مشوا على طريقة الإعلام لاسيما وقد صار كثير من الناس اليوم على دين إعلامهم بعد أن مضى زمان كانوا فيه على دين ملوكهم

فربما يصدر بعضهم منشورا عن شخص بوصف من الأوصاف ويمشي على طريقة الإعلام في الإثارة

ومشكلتهم الكبرى في ذلك أنها تكمن بصرف الناس عن الفكرة إلى قائلها

والواجب أن تكون الفكرة محور البحث لا صاحبها

فقد روي عن سيدنا علي رضي الله عنه : لا تنظر إلى من قال وانظر إلى ما قال

نحن مدرستنا القرآن حيث يتناول الأفكار والمعتقدات والأخلاق والأعمال ولا يذكر أشخاصا إلا لغرض وإن كان ذلك يسيرا

فانظر مثلا كيف يستعمل الاسم الموصول بقصد التركيز على الفكرة حيث إن الفكرة هي التي تتكرر ولا يتناول الأشخاص لأنهم زائلون

قال تعالى:

إن الذين كفروا سواء عليهم

إن الذين كفروا ويصدون عن المسجد الحرام

إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة

ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين

إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا

والآيات على هذا النحو بالمئات

وكذلك سنة النبي صلى الله عليه وسلم الهادي إلى الخير :

ما بال أقوام؟

والنماذج أكثر من أن تحصى في الكتاب والسنة

فترى في القرآن الذي أنزل هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان يأخذ بأيدينا لنقرر الأفكار أو ننكرها ولا يحوم بنا حول عصر أو جيل أو شخص بقصد العصر والجيل والشخص

وكذلك أمر السنة .

لقد ضاع كثير من الشباب وراء الانقياد للأشخاص أو نبذهم ووراء الدفاع عنهم أو محاربتهم

بينما ينبغي أن نؤسس لجيل لا يربط الحق والباطل بالرجال

بل يربط الرجال بالحق والباطل قبولا وردا .

اللهم وفقنا لأرشد أمرنا

ووفقنا لما أنت طالبه منا .