عرضت منظمة الإغاثة الإسلامية في تقرير على موقعها الإلكتروني قصة نجاح “بيارا” البنجلاديشية، بالتزامن مع الاحتفالات باليوم العالمي للمرأة.

 

في اليوم العالمي للمرأة، نحتفل بالرحلة الملهمة لبيارا، التي تحدت الصعاب وتغلبت على العقبات الهائلة لتصبح رمزا لصلابة المرأة ونجاحها في بنجلاديش.

 

نشأت بيارا، الطفلة الأصغر، بين خمسة أشقاء في أسرة ذات دخل محدود، وجاءت وفاة الأب لتمنع بيارا من استكمال تعليمها، لأن الأسرة لم يكن لديها مصدر دخل آخر. 

 

وتزوجت بيارا من معلم دعمها لمواصلة تعليمها، وهي الآن أم لأربعة أطفال، كافح الزوجان لتغطية نفقاتهم، إلا أن الزوج رحل فجأة إثر أزمة قلبية تعرض لها في 2012، تاركا زوجته وأطفاله من دون غطاء مادي، الأمر الذي أوقع “بيارا” في حيرة في شأن تدبير نفقات الأسرة وحدها. 

الكفاح ثم النصر

لم تجد “بيارا” أمامها خيارا سوى الكفاح من أجل تربية أبنائها، ودفع إيجار بيتها الصغير، وتنامى خوفها من خطر خروج أبنائها من التعليم، وأن يذوقوا مرارة ما تجرعته من قبل. 

دائما ما تعاهدت بيارا وزوجها على العمل من أجل إكمال أبنائهم تعليمهم، مهما كانت التحديات التي تحول دون ذلك. 

تغير حال بيارا عندما اكتشفت برنامج الدعم المقدم من منظمة “الإغاثة الإسلامية” للأيتام، وهو برنامج مخصص لدعم الأسر التي تعيلها امرأة، بتقديم الدعم الاقتصادي المطلوب.

واستطاعت بيارا عبر هذا البرنامج أن تفي باحتياجات أسرتها، وتحسين جودة معيشتها، واستطعات أن تبقي أبنائها في مراحل التعليم المختلفة، وأبنتها الكبرى الآن على وشك الحصول على درجتها الجامعية في الاقتصاد.

هدف جديد في الحياة

قالت بيارا وهي تتأمل رحلتها: “كان فقدان شريك حياتي صدمة هائلة وصدمة قلبت حياتي رأسا على عقب بين عشية وضحاها. نظرا لأنه كان المعيل الوحيد لعائلتنا، وكان شاغلي الأساسي هو ضمان سلامة وأمن أحبائي في غيابه. على الرغم من هذه التحديات، ظللت عازمة على تصميمي على توفير حياة أفضل لأولادي”.

كرست بيارا حياتها لتربية أطفالها الصغار، حيث قامت بدور كل من الأم والأب، لدعم عائلتها، وانضمت إلى مجموعات المساعدة الذاتية التي تسهلها منظمة “الإغاثة الإسلامية”. ومن خلال هذه المجموعات، لتقت تدريبا على إدرار الدخل وحقوق الطفل والإدخار، وأشكال اخرى من الدعم.

بتشجيع ودعم من الإغاثة الإسلامية، اكتشفت بيارا موهبة التدريس التي تتمتع بها، فبدأت أن تدرس للأطفال في محيطها، وبسبب قدرتها على تبسيط المواد المعقدة، استطاعت بسرعة أن تحوز على ثقة أهالي قريتها، واتسعت دائرة الأطفال الذين يلجأون لدروسها، من ثلاثة أطفال إلى مجموعات متعددة، وبفضل هذه الموهبة استطاعت بيارا أن تكسب قوت يومها بيديها. 

تعامل بيارا التلامذة وكأنهم أبنائها، وهي معروفة بتخفيض تكلفة الدروس على التلاميذ المحتاجين، وهو ما أكسبها احتراما وحبا من الجميع، حتى صار يطلق عليها لقب “الأخت الكبرى”، وهو لقب يعبر عن احترام في مجتمعها، ويعكس خبرتها وطبيعتها الحنونة.

لقد نالت بيارا العديد من الجوائز تقديرا لجهودها الدؤوبة، بما في ذلك فئة التعليم في جائزة جويستا المرموقة لعام 2022 التي تقدمها وزارة شؤون المرأة، وتم تكريمها بالحصول على جائزة راتنجروفا لأفضل أم من قبل الإدارة المحلية، وهي جائزة تسلط الضوء على جهود الأمهات اللائي تغلبن على المحن لتربية أطفالهن.