محمود مفلح

الشِّعرُ لَيسَ ضَجِيجًا في مَحَافِلِنَا

وَلَا حُمُوْلَةُ تَـمْـرٍ فيهِ نَتَّجِرُ

وَلَا لِقَاءَاتُ تِلْفَازٍ يُـغَـرُّ بِهَا

مَنْ لَيسَ فِي كَفِّهِ قَوْسٌ وَلا وَتَرُ !

وَلا تَألّقُ أسماءٍ (نُفَبْرِكُهَا)

تَـغُـرُّ مَنْ حَصَدُوا مَدحًا وَمَا بَذَرُوا

كُلُّ اللِّقَاءَاتِ تَهْرِيجٌ وَسفسطةٌ

وَالشَّاعِرُ الحَقُ عَنْهَا سَوْفَ يَعْتَذِرُ

وَيَصْقُلُ الشِّعْرَ لا يَرنُو إلى هَدَفٍ

إلا القَصِيْدَةَ يُغْلِيهَا وَيَبتَكِرُ

مَا كُلُّ مَنْ لَمَعُوا فِي المَهْرَجَانِ هُمُ

أَهْلٌ وَلا كُلُّ مَنْ ذَاقُوا فَقَد سَكِرُوا

إنِّي رَأَيْتُ صِغَارَ الشِّعْرِ قد هُـرِعُوا

إلى المَنَابِرِ وَالأَشْيَاخ قَد نَفَرُوا

غَدَاً يَقُولُ لِسَانُ الحَقِّ قَوْلَتَهُ

وَيَمْتَطِي صَهْوَةَ الإبْدَاعِ مَنَ بَهَرُوا

مِنْ ألفِ عَامٍ وَلَمْ يَبزُغْ سِوَى عَدَدٍ

مِنَ النُّجُومِ وَعَزَّ السَّاطِعُ القَمَرُ !

وَأَسْقَطَ الدَّهْرُ آلافَاً مُؤَلَّفَةً

مِنَ القَصَائِدِ غَابَتْ مَا لَهَا أَثَرُ

وَنشهدُ اليومَ أرتَالاً على نسقٍ

وكلُّهُمْ قالَ: إنِّي الصَّارِمُ الذَّكَرُ !

هَذا يُخَلْخِلُ أَوْزَانَاً وَيَكْسِرُهَا

وذاكَ في النحو لا غَيمٌ ولا مطرُ

حَتّى (المَعَرِّي)* لا يُرضِي غُرُورَهُمُ

ولا (الرَّصَافِي)* يرضيهمْ ولا (عُمَرُ)*

برغمِ ذلك فالتَّصْفِيقُ مِهْنَتُنَا

ما دام عِطرُ الغَوانِي سوف يَنتشرُ

إلا القصيدةٌ غابتْ عن محافِلِنَا

وكلُّ شيءٍ سِوَى الإبداع قد  حضروا

——————–

  • أبو العلاء المعرّي – الشاعر معروف الرصافي – الشاعر عمر أبو ريشة