دائما لما نطلق مصطلح الإسلاميين فالمقصود هم أصحاب الحركات الإسلامية (الإسلام السياسي).

 

1- هل يستطيع أحد أن يكفر الصحابة رضوان الله عليهم وقد اقتتلوا بالسيوف في أكثر من موقعة؛ طبعا لا يفعله مسلم!.

 

– هل تعلم أن كثيرًا من العلماء لم يكفروا حتى الخوارج الذين خرجوا على علي وقبله عثمان!.

 

– هل تستطيع أن تكفر زيد بن معاوية وهو الذي قتل السبط الحسين سيد شباب أهل الجنة؛ طبعا لا يفعلها إلا غلاة الشيعة!

 

– هل يستطيع أحد أن يكفر أبو العباس السفاح وهو الذي قتل أكثر من أربعين ألف من أهل الشام لما دخلها!

 

2- يروي الشيخ أبو إسحاق الحويني في إحدى محاضراته قال: كان رجلان في مستشفى مصري، وكانت أمامهما عجوز على كرسي متحرك وهي تنازع الموت، فسارعا إليها وطلبا منها الشهادة، فنطقت الشهادة ثم سلمت الروح لباريها، وفجأة جاء ابنها يجري ويبكي، فقالا له: الحمد لله قد نطقت الشهادة، فقال لهما: (كفروتها يا كلاب)، العجوز مسيحية، وفي آخر لحظة تشهد وتموت مسلمة، هذا قدر الله.

 

– كان كثير من الشيوخ يكفرون الرئيس العراقي صدام حسين، وأراد سَجَّانه أن ينتقم منه فسجل فيديو له قبيل وفاته حتى يرى العالم خوفه وهلعه قبل الإعدام، ولكن إرادة الله كانت تخبئ شيئا آخر، بكل قوة وبطولة وشهامة الرجل المسلم يعليها مدوية.. لا إله إلا الله ويسلم الأمانة لباريها، ومن حينها أصبح الرئيس صدام الشهيد صدام حسين.

 

3- يقدر الله يوم 25 فبراير الرئيس السابق حسني مبارك يسلم الأمانة في مِيتة عادية وتقريبا في صمت إعلامي، لكن الغريب أن حركة غير عادية من مجموعات إسلامية بدأت تشمت في نوع من الانتقام يخالف المبادئ والأخلاق الإسلامية، وتزداد الغرابة أكبر لما تعلم أن كل من شمت هم من المجموعات السياسية المنضوية تحت لواء حركات أو أحزاب إسلامية.

 

– لا نريد أن نناقشهم من الناحية الدينية، وهل هو في الجنة أو النار، ولا نريد أن نقنعهم بأن هذا أمر يخالف الشرع والأخلاق، فقط نريد أن نأخذ أمر الشماتة من ناحية الفشل السياسي الذي دائما تتقنه الجماعات الإسلامية.

 

4- إن صح لنا القول أن الصراع في مصر اليوم هو بين جماعة الإخوان ذات المرجعية الدينية ضد النظام، ولكن يوجد كذلك طرفان اثنان، الكتلة الصامتة والجيش الذي يحمي البلاد، وهذا هو الأمر الذي كان حتى أيام مبارك، النظام ضد المعارضة وإن كانت شكلية والإخوان جزء منها، والجيش الذي كان يمارس مهامه الدستورية.

– تأتي الثورة ويتنحى مبارك، ثم فترة انتقالية ثم بعد سنة انتخابات رئاسة، تفرز رئيسا منتخبا، ولكن بعد سنة يعزل، ويتغير الحال تماما، واليوم إن صح لنا القول فإن الأمر قد أصبح مثلما كان قبل 2011م، والأصل في المجموعات الإسلام السياسي لو كانوا دهاقنة سياسة أن يذكروا محاسن مبارك مُتذَرِّعين في ذلك بالأثر (أذكروا محاسن موتاكم) وإن كنتم تخالفونه، وتردفون ذلك بأنه في فترة حكمه سمح بالتنوع وكان الإسلاميون يمارسون نشاطهم السياسي بحيرية وإن كانت محدودة، ويكفي أن لهم أكثر من ثمانين مقعدا في آخر برلمان في فترة مبارك، وكان هذا التعاطف كافيا لاستعطاف الكتلة الصامتة التي ترى في مبارك نعم الرجل؛ لأنه لا محالة ما بعد مبارك كان ومازال أسوأ من قبل مبارك.

 

5- فقط السؤال هنا: لماذا الإسلاميون لا يحسنون إلا الهدم المادي والمعنوي، فمثلما تمارس داعش الهدم بفكرها المتشدد فحتى أصحاب الأحزاب الإسلامية يمارسون نفس الأعمال في الحياة السياسية، وهذا ما يؤكد لنا يقينا استحالة أن تكونه دولة أو نظام يقودها مجموعات بهذا التفكير السلبي الهدام، الذي لا يحسن إلا الهدم والتمزيق والتفريق.

 

– لو صدرت هذه التصرفات من مجموعات شيوعية علمانية كان الأمر بسيطا، مجموعات تريد أن تنتقم وهذه أخلاقهم، هل الآن لنا القول في هذه التصرفات كما لو كانت صادرة عن مجموعات علمانية أو شيوعية.

 

– فأي متابع أو معاطف مع التيار الإسلامي سيجد نفسه لا إرادي قد انسحب ووقف ضدهم؛ لأن هذه ليست من أخلاق المسلمين، ما يعني يقينا أن مشكلة الإسلام السياسي اليوم ليست في الأنظمة التي تحاربه بل في طريقة تفكير وتصرفات أتباعه وقياداته كما أثبتته ردة فعلهم اتجاه موت حسني مبارك، وكذلك فعلهم في الجزائر لما توفي قائد الأركان محمد القايد صالح.

 

– كان من الممكن أن يصمتوا وتعتبر حكمة بالغة منهم، أو يكونوا في مثل أخلاق محمد أبو تريكة الذي أثبت للجميع أن أخلاقه أعلى وأرقى من كل السياسيين.

 

– لما أعدم الأمريكان الشهيد صدام حسين العقلاء من شيعة العراق فتحوا مجالس عزاء.

من عنتر فرحات

كاتب وباحث في الشئون الإسلامية