جنين

لم يكن يوما عاديا البتة، كانت قد كسفت شمسه صباحا ورُجت أرضه في منتصف النهار جراء زلزال قوي شوه بشدته خريطة إفريقيا فظهرت لهذه الأخيرة حدبة ستحمل اسم دولة جديدة مستقبلا، وخسف قمرها ليلا، ولو لم يكن ثوران البركان سيجعل في السرد مبالغة لكنت أدرجته في الوصف، لذلك سأكتفي بثلاث كوارث.

 

– حان وقت خروجي من رحم أمي إلى الدنيا كنت قد تعودت على غرفتي المظلمة الصغيرة، سمعت حديث الممرضات مع أمي ومحاولات تهدئتهم لها، صراحة لم يستهونِ الخروج لذلك العالم، فتعلقي بالمكان الذي كنت فيه كان كبيرا، حانت اللحظة المشئومة ، ضجيج يصم الآذان خارج غرفتي تبا لقد عكّروا صفو يومي وأغضبوني سأنتقم منهم، حينما أحسست بشيء يسحبني شبثت يداي بحبلي السرّي وقدماي بجدار الرحم فباءت محاولة إخراجي بالفشل فسمعت إحداهن تقول الحبل السري ملتف حول رقبة الجنين فصعب علينا إخراجه، قلت في نفسي كاذبة كيف يلتف وأنا ممسكة به ياغبية عذرتها بعد ذلك لأنني أعلم بعدم وجود أجهزة متطورة تكشف تصرفات هذا النوع من الأجنة داخل الرحم والمسمى (السبيدر بيبي)، بعد عناء طويل بدأت رجلاي بالتخدر، تعبت أطرافي استسلمت.

 

– أحسست لوهلة أنني  فريسة بين يدي ذئاب جائعة، ما هذا الرعب الذي جعلتموني أحسه من أول يوم لي في عالمكم هذا، أهكذا تستقبلون الضيوف عندكم، تبا لكم، وفجأة نطق الطبيب، غريب لمَ لم تبكي  فور خروجها ربما هناك خطب ما! و قبل إتمامه لكلامه قلت وووووغ غ غ  خوفا من أن يستعمل  معي أسلوبا أشد رعبا، و فجأة خطفني أحدهم من يدي من كانت تمسك بي و قام بقلبي رأسا على عقب… يا إلا هي ليس من العدل أن تلعبوا بجسمي النحيل النحيف هذا و تقلبوني دون إذني ما هذا الاستبداد، وبينما أنا أشتم وأعاتب بيني وبين نفسي  إذ بي أتلقى صفعة قوية على ظهري ااااي تلتها أخرى و أخرى، لقد نفذ صبري فعلى أي ذنب أُعاقب من طرف هذا البدين، كان رأسي مقابلا لبطنه لوهلة أردت عضه منه لكنني تذكرت أن سلاحي الفموي لا زال في طور الانجاز و لم يكتمل بروزه بعد…

 

يتبع