رتـلـي يــا قـدس آيـاتِ الـسّماء … وامـلـئـي الآفــاق نــورا وبـهـاءْ
فـبـأقـصـاكِ يــــؤمّ الـمـصـطفى … رُسُـــلَ اللهِ الــكـرامَ الأصـفـياء
جـــاء مـــن مـكـةَ مــن كـعـبتها … يـصـل الـرّحْـمَ بــأرض الأنـبياء
زُفــــتِ الـكـعـبةُ لـلأقـصـى وذا … قــــدّرُ اللهِ وقــانــون الــسّـمـاء
إنّــــه وصــــلٌ ولافــصــمَ لــــهُ … فـــربــاط اللهِ حــــقّ وقــضــاء
لـيـلة الإسـرا ومـعراج الـرّسولْ … شــهـدَت آيـــاً عـظـاماً وعـطـاء
كان فيها المصطفى ضيفاً على … ربّــه الـرّحمنِ هـل بـعدُ سـناء ؟
أيّ قـــــرْبٍ نـــالــه مــــن ربّــــهِ … لــــم يــنـلـه مــلــكٌ, أوأنــبـيـاء
يـــا لــهـا مـــن رحــلـةٍ قـدْسـية … أنــسـت الآلام فـاشـتـدّ الـــولاء
ورأى الـمـخـتار فـيـهـا مـــا رأى … لا تـــمــاروه فـــــإنّ الله شــــاء
خــالــق الــكـون دعـــاه لــيـرى … أنّ هــذا الـدّيـنَ ديــن الأقـوياء
كـيف يـعيا والّـذي أوحـى إلـيه … هــو ربّ الـكـون والـشركُ هـباء
أيّــهــا الـمـخـتـارُ بــلّــغ دعـــوةً … لـهـدى الـنّاس إلـى ربّ الـسّماء
دعــوة الـرّحـمة والـعـزّ الـفـريد … دعـوة الأمـن وعـيّش الـسّعداء
عدْتَ يا مختارُ مشحونَ القوى … ومـشيتَ الـدّرْبَ والـوحيُ لواء
آمَــن الأطـهـارُ بـالـدّين الـقويم … وغـــدَوا لـلـدّيـن درعــاً ووقــاء
حـمـلوا الـدّعـوة والـلـيلُ بـهـيم … وظـــلامُ الـكـفـر جـــورٌ وبـــلاء
طُورِدوا من عصبة الكفراللعين … عُـذّبوا ظـلماً فما أجدى اعتداء
بـــعـــد صـــبــرٍ أذن اللهُ لـــهــم … أن يــلـوذوا بـجـنـاب الـنـصَراء
فــي سـبـيل الله كـانـت هـجرة … عــمّ فـيها الـحبّ بـين الأتـقياء
وجــدوا أنـصـارَهم خـير حِـمىً … نـزلـوا فـيـهم نــزولَ الـخـلَصاء
ورســـــول الله لـــبــى دعــــوة … مــن إلـه الـكون غَـوْثِ الـحُنفاء
هـــاجــر الــمـخـتـار والله لــــه … خـيرُ حـامٍ من جيوش السّفهاء
سـعـد الـصّـديق فــي صـحـبته … لــرســول الله تــــاج الأنــبـيـاء
ورأى مـــــن نـــصــرة الله لــــهُ .. مــا رأى ، والله خـيـر الـنّـصراء
إيـــه يـــا يــثـربُ لـــو حـدّثـتنا … عـن طـلوع الـبدر في أفق قباء
كـنـتَ يــا مـخـتارُ ذيّــاكَ الـسّنا … بـدّد الـظلماءَ فـي تـلك الـجِواء
ثـــمّ عـــمّ الــنّـورُ آفـــاق الـدّنـا … ورأى الــعـالـمُ نــــور الـحـنـفـاء
عــرفـوا الإســـلامَ ديــنـاً بـانـياً … لـصروح الـحقّ والعيش الرّخاء
وبــهــذا الــدّيــن عــــزّت أمـــة … وبــهـذا الــدّيـن كــان الـعـظماء
* * … * *
ثــمّ ضــلّ الـقـومُ مــن بـعـدهمُ … دبّـــت الـفـتـنة فـيـهم والـوبـاء
ذهــبـت ريـحـهمُ حـتّـى غــدَوا … كـغـثاء الـسّـيل أو مـثـل الـهباء
فــهــمُ أُسْــــدٌ عــلــى بـعـضـهمُ … وأمــامَ الـهُـودِ مـثـل الـخنفساء
عــشـقـوا الــــذّلَّ فــيـا ويـلـهـمُ … غُـصـبـت أرضــهـمُ دون عــنـاء
زال مـــا كـــان لـهـم مــن هـمّـة … صــــار لايـعـنـيـهمُ إلاّ الــغــذاء
فــهــمُ الأنــعـامُ لا عــقـلَ لــهـم … يـستبيح الـذّئب مـنها مـا يشاء
هـمـجـاً صــاروا ولا ديــنَ لـهـم … ثــمّ أعـطـوا لـلـعدا أقــوى ولاء
هـا هـوَ الأقـصى يقاسي محنة … أيــــن أهــلـوهُ يـلـبـون الــنـداء
أيــلـبّـي مــــن هـــواهُ لـلـعـدا ؟ … أيـلـبّي مَــن يـعـادي الـحنفاء ؟
خـسـئوا لـيـس لـهـم مِــن هـمّةٍ … تـمنع الأعـداءَ مِـن شـرّ اعـتداء
غـــيــرَ أنّ اللهَ ربّــــى عُــصْـبـةً … حـملوا الـدّعوة ظـلوا الأوفـياء
فــي سـبـيل الله بـاعـوا أنـفـساً … رفــضـت ذلاّ وسِــلْـمَ الـضّـعفاء
عـاهـدوا اللهَ عـلـى صــدّ الـعِدا … عـن حمى الإسلام ما كان ذِماء
فـانـصر اللهمّ جُـنـدَ الـمصطفى … واسحقِ الأعداءَ يا باني السّماء