وفاة أم المؤمنين، السيدة “خديجة بنت خويلد”:

في 10 رمضان.. بعد عشر سنين من البعثة النبوية، الموافق 620م ..

توفيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها) زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم.

– هي خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصيّ القرشية الأسدية، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب، ووُلدت في مكة المكرّمة، سنة 68 قبل الهجرة، وقد كانت من أعرق بيوت قريش نسبًا وحسبًا وشرفًا، وهذا أمرٌ طبيعي.. ولن يكتب الله عز وجل لسيّدنا محمد (صلى الله عليه وسلّم)، زوجةً تشوبها أيّة شائبةٍ، ولقد اتصفت السيّدة خديجة منذ صغرها بالأخلاق الفاضلة والحميدة، على الرغم من انغماس قريشٍ بكل ما فيها بالملذات والصفات غير الجيّدة.، فقد كانت تلقّب “بالطاهرة”

عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون) [رواه أحمد والطبراني وغيرهما، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1135].

وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: أتى جبريل النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال يا رسول الله: (هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام وطعام، فإذا أتتك فاقرأ – عليها السلام – من ربها ومنّي، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب) [متفق عليه]. القصب = لؤلؤة كبيرة مجوّفة

وقد أثنى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) على أم المؤمنين خديجة (رضي الله عنها) ما لم يثن على غيرها، فتقول عائشة (رضي الله عنها) -: “كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها، فذكرها يومًا من الأيام، فأخذتني الغيرة، فقلت: هل كانت إلا عجوزًا، قد أبدلك الله خيرًا منها، فغضب ثم قال: (لا والله ما أبدلني الله خيرًا منها، آمنتْ بي إذْ كفرَ الناس، وصدَّقتني إذ كذّبَني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء، قالت عائشة: فقلتُ في نفسي: لا أذكرها بعدها بسبّةٍ أبدًا”.