محمود سامي البارودي
كلُّ حيٍّ سيموتُ // لَيْسَ في الدُّنيا ثُبُوتُ
 
حَرَكَاتٌ سَوْفَ تَفْنَى // ثُمَّ يَتْلُوها خُفُوتُ
 
وكَلامٌ لَيْسَ يَحْلُو بَعْدَهُ إِلاَّ السُّكُوتُ
 
أيُّها السادِرُ قُلْ لي // أَيْنَ ذاكَ الجَبَرُوتُ؟
 
كُنتَ مطبوعاً على النُطْـقِ، فَمَا هَذَا الصُّمُوتُ؟
 
ليت شِعري، أَهُمودٌ ما أراهُ ، أَم قنوتُ ؟
 
أَيْنَ أَمْلاكٌ لَهُمْ في كُلِّ أُفْقٍ مَلَكُوتُ
 
زالَت التيجانُ عنهم وخَلَتْ تلْكَ التُّخُوتُ
 
أَصْبَحَتْ أَوْطَانُهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ وَهْيَ خُبُوتُ
 
لا سَمِيعٌ يَفْقَهُ الْقَوْلَ، ولا حَيٌّ يَصُوتُ
 
عمرَت منهُم قبورٌ // وخلَت منهم بيوتٌ
 
لم تَذُدْ عَنْهُمْ نُحُوسَ الدَّهْرِ إِذْ حانَتْ بُخُوتُ
 
خَمَدَتْ تِلْكَ الْمَسَاعِي // وانْقَضَتْ تلكَ النُّعُوتُ
 
إِنَّما الدُّنْيا خَيَالٌ باطِلٌ سَوْفَ يَفُوتُ
 
ليسَ للإنسانِ فيها غيرَ تقوى اللهِ قوتُ