الحجاج الثقفي

(كليب بن يوسف بن الحَكَم بن أبي عقيل الثقفي)

الميلاد: 661م (40 هـ) الطائف.

الوفاة: 714 (95 هـ) (53 سنة) بالعراق

– وُلد ونشأ في الطائف، وانتقل إلى الشام، وعمل في شرطة ابن زنباع، نائب عبد الملك بن مروان، وظل يتقدم الصفوف، حتى قلّده عبد الملك أمر عسكره.

– أمره عبد الملك بقتال عبد الله بن الزبير، فزحفَ إلى الحجاز بجيشٍ كبير، وقتل ابن الزبير، وفرّق جموعه، فولاه عبد الملك مكة والمدينة والطائف، ثم أضاف إليها العراق، وثبتت له الإمارة 20 سنة.

– كان الحجاج معروفًا بالظلم وسفك الدماء، والتعدّي على حرمات الله بأدنى شبهة، وأجمع علماء الإسلام والمؤرخون، أنه كان من أشد الناس ظلما، وأسرعهم للدم الحرام سفكا، ولم يحفظ حرمة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في أصحابه، ولا وصيته في أهل العلم والفضل والصلاح من أتباع أصحابه، وكان يجاهر ببغضه لـ “علي بن أبي طالب” رضي الله عنه، إرضاءً لبني أُميّة.

– وعن أسماء بنت أبي بكر (رضي الله عنهما) أنها قالت للحجاج: (أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَنَا أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا، فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ، وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلَا إِخَالُكَ إِلَّا إِيَّاهُ).

“البداية والنهاية” (9/153)

(والمبير: المُهلك، الذي يُسرف في إهلاك الناس)

– وقد ذهب جماعة من الأئمة إلى كفره، فعن قتادة قال: قيل لـ سعيد بن جبير: خرجت على الحجاج؟ قال: إني والله ما خرجت عليه حتى كفر.

– وقال الأعمش: اختلفوا في الحجاج فسألوا مجاهدا فقال: تسألون عن الشيخ الكافر..

“البداية والنهاية” (9 /156- 157) .

– وقال الشعبي: الحجاج مؤمن بالجبت والطاغوت، كافر بالله العظيم .

– وقال القاسم بن مخيمرة: كان الحجاج ينقض عُرى الإسلام.

– وعن عاصم بن أبي النجود قال: ما بقيت لله تعالى حُرمة إلا وقد انتهكها الحجاج ..

“تاريخ دمشق” (12 / 185-188) .

– روى الترمذي في سننه (2220) عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ: “أَحْصَوْا مَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ صَبْرًا فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ”.

– وقال عمر بن عبد العزيز: (لو جاءت كل أمةٍ بطغاتها، وجاءت أمة الإسلام بالحجاج بن يوسف الثقفي، لرجحتهم جميعا، وما كان يصلح لدنيا ولا لآخرة…)

“تاريخ دمشق” (12/185).

– كتب عمر بن عبد العزيز إلى عُديّ بن أرطاة: بلغني أنك تستنّ بسنن الحجاج، فلا تستن بسننه، فإنه كان يصلي الصلاة لغير وقتها، ويأخذ الزكاة من غير حقها، وكان لما سِوَى ذلك أضيع” ..“تاريخ دمشق” (12 / 187)

– وقال الإمام شمس الدين الذهبي، رحمه الله: ”كان الحجاجُ ظلومًا جبارًا ناصبيا خبيثا سفّاكًا للدماء”.

– وقد فرح المسلمون بموت الحجاج بن يوسف الثقفي، ونقلت لنا كتب التاريخ سجود الحسن البصري وعمر بن عبدالعزيز شكرًا لله على موته، ولما أُخبر إبراهيم النخعي بموته بكى من الفرح، ولما بُشِّر طاووس بموته فرحَ وتلا قول الله تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} 45 الأنعام

– وقال أئمة الإسلام الكبار: لا يدافع عن “الحجاج” أو يُبرّر له، إلا منافق.

من يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - رئيس القسم الثقافي