سلسلة ما العمل؟.. هي سلسلة مهمة (ستكون مكتوبة ومصورة) تطرح للشعب الجزائري نموذجا جديدا للتعامل مع الأزمة ومعرفة واجبات كل مرحلة ينتقل إليها ويكون ذلك بالإجابة عن الأسئلة المنهجية التالية

 

1️⃣ أين نحن؟

2️⃣ ماذا أريد؟

3️⃣ لماذا أريد؟

4️⃣ كيف أصل؟

5️⃣ كيف كيف؟

6️⃣ ماذا لو وصلت ؟

7️⃣ ماذا لو لم أصل ؟

8️⃣ وهل يرضي ذلك الله تعالى فإني ميت.

 

المحور الأول: (رفع الحالة أو تشخيص الوضع)

الجزء الأول.. أين نحن؟

لكي نستعيد التوازن علينا أن نفهم جيدا أين نحن؟

ولمعرفة ذلك علينا أن نشخص الوضع ونرسم خرائط تحركات الساحة

بسم الله نبدأ

ما أفرزه صراع الإرادات الأربع على السلطة في الساحة الجزائرية.

 

 قيادة الأركان:

 

1️⃣ تمتلك أدوات السلطة واستطاعت بها احتلال مركزها و انتهى بتجليس رئيس جمهورية وفق قوانين النظام السابق.

 

2️⃣ استطاعت استمالة جزء من الجماهير الغاضبة وكسب ثقتها بمرافقة الحراك وحمايته بمكافحة الفساد وبتحييد العصابة والأقلية المؤدلجة.

 

3️⃣ تسعى الآن لإعادة بناء المنظومة وفق المقاربات التالية:

 

أ- تجديد البنية الفكرية للنظام الجديد ومنه سيعتبر ان معركته الثانية هي “تعديل الدستور” وستكون صورية وليست عميقة تصل للفكرة الدخيلة التي بنيت عليها الدول الوظيفية النائبة عن المحتل، وستعنى بالأمور الإجرائية كصلاحيات الرئيس وبعض النصوص إجراءات بغرض التهدئة.

 

ب- الحديث عن الدستور يعني منظومة الأفكار والقيم التي سيبنى عليها نموذج الحكم الجديد أو ما يسمى بالعقد السياسي الذي يضبط العلاقة بين الحاكم والمحكوم أو بمعنى أدق يحدد الصفة التعاقدية بين الشعب والسلطة (أجراء أم أمراء أم أصنام ؟؟؟).

 

وهنا مربط الفرس ومناط الحراك الثاني، وعليه سيكون الصراع الحقيقي والدخول إلى حلبته بدون عقيدة حاكمة وأفكار قوية وخطة محكمة، انتحار على أسوار الثورة.. وستحاول السلطة الفعلية إخلاء منصة الحوار من كل ذلك، واعتبار الأفكار والقيم والمعتقدات التي تحملها مسلمة غير مطروحة للنقاش والمنهزم من لم ينتبه لذلك.

 

ج- الدستور لا يمكن إقراره كعقد سياسي يلزم كل الشعب إلا بعرضه على الاستفتاء وهنا معركة أخرى تحتاج للدعائم التالية:

 

– تريد قيادة الأركان إعادة بناء مركز النظام (الدستور الجيش الأمن والقضاء) وواجهته المدنية، الرئاسة. وقد فعلت ما عدا الدستور، فقد قررت أن تكون معركة مؤجلة ولا تقع في خطأ السيناريو المصري.

 

– الدستور يعني استفتاء، والاستفتاء يعني بالضرورة فتح استدعاء القوى الفاعلة، أو جزء منها للحوار الوطني.. وهنا سيكون الرئيس المُجلّس إما إشكالية عميقة في بناء الدولة وهو الرضا الشعبي الواسع، فقد كسب الشرعية القانونية وفق قانون نظام بائد، انتفضت ضده الشرعية الشعبية، فالمعادلة الصعبة عنده كالتالي:

– شرعية قانونية بدستور غير شرعي – الشرعية الشعبية = نظام فاقد للتوازن ومعرض لهزات متتالية متقاربة، وهو بحاجة لـ10 إلى 15 سنة لاستعادة التوازن.

 

– فهو إذا مجبر أن يفتح منصة الحوار الوطني ولا يكون حوارا بدون فتح الحياة السياسية وإلا سيكون اجترار لأدوات المنظومة السابقة كالأحزاب التقليدية والمقاربة الأمنية وهذا سيعرضه للانتكاسة وربما فقدان ما حققه من مكاسب ثمينة لحد الآن.

 

– ستحاول السلطة الفعلية الإسراع في تمرير الحوار الوطني بشكل سريع على غرار لجنة الحوار الوطني، مستعملة بذلك تقنية الإدارة بالأزمة، دعه يجري اتركه يلهث، ومنه إجهاد ما بقي من الحراك المعارض و تفادي ردات فعل غير منتظرة من الجماهير الغاضبة الكامنة.

 

– مستغلة بذلك نشوة النصر الجزئي بتجليس الرئيس، وحالة الإحباط عند الطرف الأيديولوجي المنهزم من فلول المخابرات وما تعلق بها من التنظيمات والأحزاب اللائكوفرانكوبربريست..

وسنفصل في هذا في الأجزاء القادمة من السلسة.

 

– ومستغلة حالة الهرولة الهستيرية لنداء الحوار من قبل الطرف الأيديولوجي المنهزم والأطراف الحراكية المنهكة حتى قبل معرفة طبيعة الحوار وأهدافه

ويضاف إليها الطبقة النفعية التي تكون دائما مع الواقف .

 

خلاصة

1️⃣ السلطة الفعلية (قيادة الأركان) اكتسبت شرعية غير مكتملة اوات جديدة لبناء حياة سياسية تعتبر هي مركزه.

 

2️⃣ لازالت تعاني من عدم الاتزان.

 

3️⃣ لم تستطع كسب ما حققته إلا لما أمدها الحراك ببعض جمهوره فهي مدينة له بذلك وتشعر أنها ستفقد التوازن والمكاسب إذا أساءت التعامل مع مطالبها وهذه نقطة قوة للحراك الثاني وكتبته الحرجة (النخبة) لتستعمله كورقة ضغط فاعلة و ما دلالة الثناء على “الحراك المبارك” كما وصفه تبون في أول ندوته الصحفية بعد إعلان فوزه بالرئاسيات.

 

4️⃣ نقلنا الشعب الجزائري بكتلتيه الناخبة والمقاطعة إلى مساحة جديد على الجميع وفيه تتساوى الفرص والتهديدات أيضا على الجميع بما في ذلك السلطة الفعلية.

 

5️⃣ أن الطرف القادر على توليد الأفكار القوية هو من يستطيع الصمود في الصراع وادارة المرحلة الجديدة والحراك الثاني.

يتبع

ودمتم أحرار

من رضا بودراع

كاتب جزائري، وباحث في الشؤون الاستراتيجية