ضجّت صفحات التواصل الاجتماعي اليوم بخبر وفاة الشيخ المعمّر في العلم والتدريس والوعظ والتأليف الشيخ محمد علي الصابوني رحمه الله؛ عرفانا بفضله وعلمه ورسوخ قدمه وصبره ومجاهدته طاغية سوريا بشارا ووالده حافظا من قبله..
والحق يقال أن حياة الشيخ الصابوني رحمه الله ومواقفه تشهد له بالخير وتبشر بما يرجوه كل مؤمن من حسن خاتمة وعاقبة أخروية.. فنسأل الله أن يجزيه عما قدم لدينه وأمته خير الجزاء، وأن يرفع درجته في الفردوس الأعلى من الجنة..
وبعد..
فقد ترك رحمه الله مؤلفات نافعة من أشهر كتاب (صفوة التفاسير) الذي كتب الله له الانتشار والقبول وكان ومن أوائل التفاسير التي قرأتها في بداية حياتي..
ولكن ثمة أمر لا يمكنني نسيانه أو إهماله بغير ذكر؛ فقد كان كتابه (من كنوز السنة) أول كتاب قرأته في حياتي تقريبا، وأنا إذ ذاك في المرحلة الإعدادية في حوالي عام ١٩٨١ وكان لذلك قصة:
فقد كنت أحب الكتب ولكن مصادرها قليلة ولم أكن أعرف لها مصدرا لا سيما في القرية.. وحيث سمعت من أحد الناس عن الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة فكتبت إليها خطابا ووضعت عليه طابع بريد ووضعته بنفسي في صندوق البريد بأحد شوارع حوش عيسى.. وطلبت في الخطاب من الجامعة كتبا علمية، وكتبت لهم عنواني على البقالة التي كان والدي رحمه الله يتعامل معها في صرف التموين الشهري للأسرة..
بعد عدة أيام تفاجأت بطرد أو مظروف كبير الحجم به عدة كتب هدية من الجامعة الإسلامية.. وكان من بين هذه الكتب كتاب (من كنوز السنة) للصابوني رحمه الله..
كان فرحي بالكتب كبيرا.. فالتهمت الكتاب في أيام قليلة هو والكتب الأخرى.. وقد أعجبني أسلوب الكتاب وبساطته على من هم في مثل سني.. واستوعبته بصورة جيدة..
بعد تخرجي في الجامعة اشتريت كتاب صفوة التفاسير للصابوني رحمه الله وأعجبني أسلوبه وطريقته وحسن ترتيبه.. وأذكر إنني شرحت سورة يوسف في عدة خطب جمعة على منبر مسجد السلف الصالح بالهانوفيل العجمي، وقد لاقت هذه الخطب إعجابا واستحسانا من العامة والخاصة بفضل الله، وكان مرجعي الوحيد فيها كتاب صفوة التفاسير للصابوني رحمه الله..
هذا.. وقد كان لبعض أهل العلم تحفظات أو ملاحظات على الصابوني رحمه الله في تأويل بعض الصفات.. وكنت لا يمنعني ذلك أبدا عن مطالعة كتبه وعلمه وطريقته وأسلوبه وحسن تقسيمه وروعة تبويبه للمسائل العلمية..
نسأل الله أن يرحمه وأن يتقبله بقبول حسن وأن يجزيه خير الجزاء..
- ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: عقيدة التوحيد في خطر - يونيو 10, 2023
- ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: اسْتَوْدِعها واطلع يا بني.. - مايو 15, 2023
- ربيع عبد الرؤوف الزواوي يكتب: تفاسير القرآن في 15 قرنًا من الزمان - مايو 8, 2023