بين الشيخ محمد علي الصابوني، ومحمد سعيد رمضان البوطي
انظروا إلى من نعى الشيخ محمد علي الصابوني – رحمه الله رحمة واسعة وغفر له وأسكنه الفردوس- الذي توفاه الله أمس ومحبيه ومن عرف له فضله -وإن أختلف معه- وشكروا له أنه لم يؤيد طاغية الشام بشار الأسد وكان من أول الداعمين للثورة عليه ووصفه بمسيلمة الكذاب، وهاجر وأهله، لئلا يفتن في دينه، ولكي يبرأ من دماء العباد، وانظروا الفرق بينه وبين محمد سعيد رمضان البوطي -الذي يكبر الشيخ بسنة واحدة، ومقامهما في الناس قريب- والذي كان بوقاً ناقعاً داعماً لبشار الأسد يدافع عنه وينصره ولا يجوز الخروج عليه، ويبيع دينه بدنيا هذا الطاغية، وكيف كان سبباً بتخاذله ونصرته لهذا الفاجر القاتل في تعطيل المسيرة، والضبابية، وتثبيط أرباب الهمم ممن لو سمعوا منه لمقامه في نفوسهم لاختلف الوضع مما هو عليه الآن وقبل -ولكنه قدر الله ولا مناص منه-
،وإن احتج له وكما يحتج لغيره، أنه ما فعل ذلك إلا حفظاً للدماء والأعراض وغيره مما يعتذر له ولأمثاله بها من الأعذار، فإن ما خاف منه -إن كانت هذه نيته- وقع، وأريقت الدماء حتى لفظتها الأرض، وانتهكت الأعراض حية ومية، وشرد الأطفال والنساء والشيب، واغتصبت الحرائر، وهدمت البيوت على رؤس أهلها، وقحطت الأرض، ومزقت البلد وأصبحت مرتعاً لشيعي ونصراني وملحد وزنديق، وسيم أهلها سوء العذاب بين هذا وذاك.
ولكنه توفيق الله لعباده، وحفظه لأولياءه، ومن عاش على شيء مات عليه، نسأل الله حسن الخاتمة.