الشعر العربي

سـكتتْ عـلى قـهرٍ حـروفُكَ أجـمعُ

نـبـضـاتُـها لــغـةٌ بـصـمـتِكَ تُـفـجـعُ

ظَـمَـأُ الـكـلامِ بـغـيرِ نـبـعكَ مُـهـلكٌ

 والـــدارُ دونــكَ مـوحـشٌ أو بـلـقعُ

والـلـيـلُ فـــي ظـلـمـائه مـتـبـخترٌ

 والـبـحـرُ تُـغـرقُهُ الـريـاحُ وتـصـفعُ

لــكــنّـهُ يــبـقـى عـظـيـمـا قــاهــرا

أمــواجــهُ فــــي جــوفــهِ تـتـمـنّـعُ

عـجـبٌ لـشـمسكَ مـا تـشاءُ مـنيرةٌ

والـشـمسُ يُـتـعبها الـمسيرُ فـتركعُ

بــزمـانِ مـجـدكَ تـسـتفيقُ عـوالـمٌ  

ظــلّـتْ تــلـوكُ وجـودَهـا, تـتـوجّعُ

إنْ عـابـتِ الـدُّنـيا عـلـيكَ سـفـاهةً 

أو أدبــــرتْ فــــلِأنّ عــــزّكَ أرفـــعُ

ولِأنَّــــكَ الّــلـهـبُ الـيُـحـرِّقُ نـــارَهُ

 حِـلما, وفـي غـضبِ الـحليمِ تَـرَفُّعُ

رعــدٌ صــداكَ إذا انـتخيتَ لـنخوةٍ 

 تــهـتـزُّ أرضٌ والــكـواكـبَ تُـسـمِـعُ

حـمـلوا رُفـاتكَ والـظنونُ تـقودهم  

 ظـــنّــوا بـــأنّــكَ مــيّــتٌ تَــتَـفـزّعُ

لا والّــذي يُـحـيي الـرمـالَ بـقطرةٍ

 لا لـــم تـمُـتْ لـكـنَّ غـيـركَ مُـفـجَعُ

فـيـكَ اغـتراباتُ الـعصورِ تـواردتْ

 وشروقُ شمسكَ في غروبكَ تشفعُ

الأرضُ أرضُكَ ما رحلتَ مع المدى

  فـي عُـمركَ الأعـوامُ دونـكَ تَصدُع

عـانـيتَ ذلَّ الأهـلَ حـينَ تـقودهم 

 نــحـو الـرذيـلةِ أنـفُـسٌ تَـتـضعضَعُ

لــن تـحـرقَ الـمـجدَ الـتليدَ مـزاعمٌ 

 هـو فـيكَ يـا وطـن الـرجولةِ مربعُ

إنّ الــنــوازل إذ تــزيــدكَ حــكـمـةً

 والـنـارُ تـحـرقُ مـا تـطالُ فـتُصرعُ