الشعر العربي

ثوبٌ من الحزنِ مصر الآن  تلبسُهُ

وثوب خزيٍ لمن أعطى لها الثوبَا

لمن أَعَدّ كؤوسَ اليأسِ مترعةً

تترى فحَطَّمَ للمحبوبةِ القلبَا

لِمَنْ أهان المعالي واستخَفَّ بها

وأَوْدَعَ السجنَ معشوقًا لها هَبَّا

وكَبَّلَ الشمسَ في الأصفادِ باديةً

وقيَّدَ البدرَ قَسْرًا ما دَرَى عيبا

واغتال حُلمًا طهورًا طُهْر ثورتِها

وانقضَّ فوق الأماني أعلن الحربا

مَنْ عَقَّ أُمًّا قلاها تحتسي ألمــًا

مَنْ صَبَّ نارًا على إخوانه صَبَّا

أين العدالةُ مَن بالغدر كاد لها

مَن يسلبُ الروحَ من أعضائِها سَلْبا

غالَ الجمالَ ونهر العدل دَنَّسَهُ

ما عاد نهرٌ لعدلٍ سائغًا عذبا

قابيلُ عاد ولكن فاق سابِقَهُ

في الجُرم تَبًّا له.. تَبًّا له تَبّا

في البدء وارَى أخاه وانزوَى ندمًا

واليوم ما خاف ذنبا أو درَى عيبا

واراه حرقًا وكم باهى بفعلتِهِ

وجاء يشربُ مفتونًا بها نخبا

ما خاف يوما عبوسا سوف يدهمهُ

ما خاف ربًا ولا عجمًا ولا عربا

كم من مصابٍ جريحٍ ما لَهُ ثمنٌ

كم في انتظار المُـنى كم كم قضى نَحْبا

فتصرخ الأمُّ بعدًا لستُ أعرفهُ

هذا غريمي سقاني المرَّ والكَرْبا

نادتُهُ: ولدي لا.. لا لم تعد ولدي

فاختال كِبْرًا وعُجْبًا راح ما لَبَّى

وحَطَّمَ الحُلمَ والأرحامَ قطَّعها

إذا بشعبٍ أثيرٍ قد علا شعبا

وانقضَّ فوق أخيهِ الكرهُ يحْمِلُهُ

حتى تناسَى الشقيقُ الأهلَ والصَّحْبا

وسلَّمَ القلبَ للآهاتِ تقتلهُ

أخفَى الدواءَ وولَّى وجهَهُ غَرْبا

فأعرضَ البلبلُ الصداحُ مبتئسًا

والفجرُ غابَ وولَّى ينشدُ الدربا

له لقاءٌ بوعد اللهِ  منتصرٌ

رغم السجونِ فكلٌّ فَوَّضَ الرَّبَّا

قابيلُ يلقَى سعيرًا عند خالقهِ

وثورة الشعب تُفنيهِ هُنا صلبا