النوادر في اللغة

– تقول موسوعة (لسان العرب): بأبأ الرّجل = ردّد الباء في نطقه ..

بأبأ الطّفل = قال بابا.. وبأبأة الماء لمن يغرق، أو يتلاعب بالماء في فمه

ومأمأ = ترديد حرف الميم، ولذا نقول: مأمأة المعزة

ووجود هذين اللفظين في لغات أخرى بنفس الدلالة أو بدلالة قريبة لا يعني أن هذين اللفظين مُـعـرّبين أو أعجميين؛ لأنهما يجريان على ألسنة أطفال العالم كله.

– لكن كتاب (النوادر في اللغة) لصاحبه (أبو زيد بن سعيد الأنصاري) المتوفي سنة 830م، وعمره 93 عاما.. قال: (بابا وماما لفظان ينطقهما الطفل في أول طريق النطق، وفي البداية لا يعرف أن بابا لنداء الأب وماما لنداء الأم، لكنه يتعلم بالتدريج ويعرف أن بابا تخص الأب، وماما تخص الأم، ويضيف (صاحب كتاب النوادر في اللغة): إن أصل الكلمتين: بأبأ ومأمأ.. – الفعل بأبأ يعني أن الطفل قال لأبيه: بابا، وكذلك مأمأ للأم، وهذا يدل على أن العرب استعملوا لفظ بابا وماما للأطفال، وأنهم كانوا إذا أرادوا أن يخبروا أن طفلهم نطق هذين اللفظين، قالوا عنه: (بأبأ ومأمأ).

– أما الدكتور إبراهيم الشمسان، عضو مجمع اللغة العربية السعودي فيقول: هذان اللفظان من المشترك اللغوي الآسيوي، فهو شائع في جنوب شرق آسيا، ويطلق (بابا) على الرجل الكبير، وربما عُرف أثناء الامتزاج الحضاري في المدن المجاورة للفُـرس والمتصلة بالهند، ومن هنا ذكرها الجاحظ، وليس للفظين ذِكر في المعاجم اللغوية القديمة، واللفظان لم يُعرفا في بيئات الجزيرة العربية قبل النهضة الحديثة ووفود كثير من أهل الشام ومصر وأثر الإعلام المصري.

من يسري الخطيب

- شاعر وباحث ومترجم - رئيس القسم الثقافي