سألتُكَ يا ربُّ قلبًا سليمًا

يراكَ إلهي الغفورَ الرَّحيما

وما شكَّ يومًا بعفوِكَ عنه

فبصِّرْهُ منكَ السَّبيلَ القويما

أقمتَ الوجودَ على رحبِهِ

كما شئتَ ربًّا قديرًا حكيما

وما فيه كانَ الشَّهيدَ عليكَ

ألستَ بما فيه كنتَ العليما!

خَلقتَ جميعَ الخلائقِ فردًا

وكنتَ على كلِّ خَلْقٍ كريما

فجاءَ الجميعُ كما يتمنَّى

فكانَ الشَّكورَ، وكنتَ الحليما

وكنتَ صبورًا على من عصاكَ

وكانَ على الفضلِ منكَ زنيما

وحرًّا كما شئتَ جاءَ الجميعُ

ومن رحماتِكَ تؤتي الخصيما

وفضلُكَ كانَ قديمًا عميمًا

وما زالَ منذُ القديمِ عميما

كمالُ الخلائقِ في خلْقِها

يراكَ إلهًا عظيمًا عظيما

فزِدْ يا إلهيَ قلبي هُدًى

فيأتيكَ يا ربِّ قلبًا سليما

ينالُ النَّعيمَ بما تُجْزِهِ

ويحيا لديكَ النَّعيمَ المقيما