يا ويحنا ماذا أصاب رجالنا

أو مالنا سَعْدٌ ولا مِقٓدادُ

نامت ليالي الغافلين وليلنا

أرقٌ يذيب قلوبَنا وسُهادُ

سلّت سيوفُ المعتدين وعربدتْ

وسيوفنا ضاقتْ بها الأغمادُ

هذا هو الأقصى يلوكُ جراحَهُ

والمسلمون جموعهم آحادُ

دمعُ اليتامى فيه شاهدُ ذلةٍ

وسوادُ أعينهنّ فيه حِدادُ

أوَّاهُ يا أبتي على أمجادنا

يختال فوق رفاتها الجلادُ

أجدادُنا كتبوا مآثرَ عِزّها

فمحا مآثر َ عزِّها الأحفادُ

يا ليلَ أمَّتنا الطويل متى نرى

فجراً تغرِّدُ فوقهُ الأمجادُ

ومتى نرى بوابةً مفتوحةً

للحق تقْصُرُ عندها الآمادُ

أنا يا أبي طفلٌ ولكن همَّتي

فجرٌ به يحلو ليَ استشهادُ

لا تخشَ يا أبتي عليَّ فربما

قامت على عزم الصغير بلادُ

ولربما مات القويُّ بسيفه

وقضى على مال الغنيِّ كسادُ