الطبقات الكبرى

في عام 8 هجريه أعلنت قبيلة قضاعة مهاجمة المدينة؛ فجهّز النبي (صلى الله عليه وسلم) جيشا قوامه 300 مقاتل، وولى عليهم عمرو بن العاص (رضي الله عنه)، وكانت أول معركة له في الإسلام، وعُرفت بسرية ذات السلاسل ، فانطلق عمرو بالجيش وفيه أبو بكر والزبير، ونجحت السرية في سحق قبيلة قضاعة وعاد الجيش إلى المدينة منتصرًا.

وعلى الرغم من انتصار المسلمين إلا أن الجيش عاد في شدة الغضب، وذهبوا للنبي مباشرة يشكون له عمرو لأنه أمرهم ألا يوقدوا النيران رغم شدة البرد، ومنعهم من جمع الغنائم وتتبع العدو رغم انتصارهم .

فأرسل النبي يستدعي عمرو ليسأله عما فعله فأجابه: والله يارسول الله ما فعلت ذلك إلا خوفاً عليهم ، فقد منعتهم من إشعال النار لأن عددنا كان قليلا، وخشيت أن نستبين للعدو فيظهروا علينا .

وأما منعهم من تتبع العدو فنحن نقاتل في أرض لا نعرفها، وخشيت إن تتبعناهم أن يكمنوا لنا فيفرقونا وينتصروا علينا، فأقره النبي على فعله وشكر له .

كان القائد في الإسلام بعد انتهاء المعركة أول ما يسأل عليه عدد الشهداء، لأنه يعلم أنهم في رقبته وهو مُحاسب عنهم

————-

المصدر: الطبقات الكبري لابن سعد