الشعر العربي

أتــى مــن ظـلمةِ الـدنيا الـنهارُ

 فـللظلماتِ فـي العقبى اندحارُ

ولــم تـبـق الـمـغاني قـاحـلاتٍ 

 وبـشَّـتْ حـيـن وافـاها الـنهارُ

وفـوَّحت الـشعابُ بـكل طيبٍ

 ولـلأطـيابِ فــي يـدها اعـتبارُ

تــبـارك ربُّــنـا الأعــلـى رعـاهـا

 فـلـم يـلـحقْ مـبـاهجها انـدثارُ

شـكـى مـن قـبل أهـلوها عـناءً 

وطــال لـكشفِ غـمَّتِها انـتظارُ

وأوحــشَ غـيـرَها لـيلُ الـرزايا 

 ووالاهــــم هـــوانٌ وانـكـسـارُ

فصفحةُ ماجنوه من المعاصي 

عـلاهـا قـبل يـوم الـحشرِ عـارُ

وفــرق بـيـن مَـن يـرجو ثـوابا

 ومَــــن لـمـآلِـه اشــتـدَّ الـتـبـارُ

أطـاعَ الـمسرفين وقـد تـنادوا  

 إلــــى لــهــوٍ لـيـالـيهم قــصـارُ

هـــمُ الـسـفهاءُ مـا لانـوا لـديـنٍ  

 لــهـم فـــي هـــذه الأيــامُ نــارُ

وعـاشـوهـا نـفـوسًـا مـتـرفاتٍ 

 عــصـاةً لـــم يـغـادرْهم شـنـارُ

كـــأنْ لـــم يـعـلموا أنَّ الـمـنايا

خــتـامٌ لـيـس يـنـفعه اعـتـذارُ

ولا يـرضـى الـدنايا غـيرُ خـبٍّ 

 لـئـيـم الـطـبـعِ مـركـبُـه الـبـوارُ

أتــتــهُ هــدايـةٌ فــأبـى قــبـولا

وأعــمـى قـلـبَـه عـنـها اغـتـرارُ

وعـاش وهـل سينفعه التعالي 

فـلـلـمـتـكـبـرين الــــويـــلُ دارُ

يـعـيشُ ولــم يـفـكرْ فـي مـآلٍ 

 وقـــد جـحـدَ الأراذلُ والـكـبارُ

وإنْ بـالـفـسْقِ طـابـور تـمـادى 

وطـــابــورٌ يــقـودُهُـمُ حــمــارُ

وآخـــــرُ لـلـحـقـائـقِ لايــراهــا

ســـوى وهـــمٍ يـجـلـله الـغـبارُ

فـيـهدم ركـنَـها الـعـالي ولـكـنْ

 عـلـى جـثـمانه سـقـط الـجدارُ

يـدور الـمجرمون لـحربِ ديـنٍ 

 أتــاهـم مـنـقذًا ، ولـهـم سـعـارُ

ولـكـنْ ظـنـهم قــد خــاب لـمَّـا

عـلـى خـسـرانهم كــان الـمدارُ

ومَـن وافـى لـحربِ الله وافى 

نــهــايـتَـه تـــولاهــا انــتــحـارُ

فــولـى عـــن مـعـاقرةِ الـدنـايا

 وعـــاث بــدارِ خـسـته الـدمـارُ

وكـانـت نـحـوه الأهـواءُ تـهفو  

 كــشـلالٍ جـــرى ولـــه انـهـمارُ

فـــذاق بــهـا مـرارتَـها وكـانـت 

 لـيـالـيَ لـيـس يـعـقبُها نـهـارُ !!!