إِنَّمـا النَّحْـوُ قِياسٌ يُـتَّـبَـعْ ** وبِه فـي كُلِّ عِلمٍ يُنـتَـفَـعْ
فَإِذا مَا أَبصَرَ النَّحوَ الفَتَى ** مَرَّ في المنطقِ مَـرًّا وَاتَّسَـعْ
وَاتَّــقاهُ كُلُّ مَــن جالَــسَهُ ** مِن جَليسٍ نَاطِقٍ أَوْ مُستَمِعْ
وَإِذا لَـمْ يُبصِرِ النَّحْـوَ الفَـتَى ** هَابَ أَنْ يَـنطِقَ حِينًا فَانقَمَـعْ
فَـتَـرَاهُ يَنْـصِبُ الرَّفْـعَ ومَـا ** كَانَ مِن خَفْضٍ وَمِن نَصبٍ رَفَعْ
وَإِذَا حَرْفٌ جَــرَى إِعــرَابُه ** صَعُبَ الحرفُ عَليهِ وَامْتَـنَعْ
يَقرأُ القُــرآنَ لَا يَعـرِفُ مَـا ** صَرَّفَ الإِعْرابُ فِيهِ وَمَـنَـعْ
يَـحْـذَرُ اللَّـحْـنَ إِذَا يَـقـــرَؤُهُ ** وَهْوَ لَا يَدرِي وَفي اللَّـحْنِ وَقَعْ
يَلْـزَمُ الذَّنـبُ الَّذي أَقْــرأَهُ ** وَهْوَ لَا ذَنْبَ لَهُ فِيمـا اتَّـبَـعْ
وَالَّذي يَـعْــرِفُـــهُ يَـقـرَؤُهُ ** فَإِذَا مَا شَكَّ فِي حَرْفٍ رَجَعْ
نَاظِـرًا فِيـهِ وَفِي إِعْــــرَابِهِ ** فَإِذَا مَا عَرَفَ الحَـقَّ صَدَعْ
وَكَذا لِلْعِلْمِ وَالـجَـهْلِ فَـخُذْ ** مِـنْـهُما مَا شِئْتَ مِن أَمرٍ وَدَعْ
أَهُـمَـا فِيهِ سَـــواءٌ عِندَكُمْ ** لَيْسَتِ السُّـنَّـةُ فِيـنا كَالبِدَعْ
كَمْ رَفيعٍ وَضَعَ النَّحْـوُ وكَمْ ** مِن وَضيعٍ قَــد رَأَيـناهُ رَفَـعْ