حين نحاول التعرف على الرأي العام فإننا نهتم بعناصر أساسية كرصد وقياس الرأي العام؛ ومن خلال أساليب علمية ومنهجية مثل: الاستفتاءات –استطلاعات الرأي– بحوث الرأي العام الخ وليس فقط من خلال الاستطلاعات فقط وإن كانت الأكثر شهرة.

 

وهذا الاستجلاء للرأي العام يتم عبر الدراسات المنهجية التي تحلل ما تم جمعه من خلال نماذج فحص يتم تطبيقها عبر المقابلات الشخصية أو حتى المحادثات الهاتفية.

 

حيث بالأساس يتم تصميم عينة واختيـار مفرداتهـا ومرورا بتحديد أسلوب جمع البيانات بما يشتمل عليه من تكوين استمارة الاستطلاع وصياغة أسئلتها وانتهاء بتحليل النتائج ونشرها.

 

فنحن لدينا في عملية قياس الرأي العام مجموعة من المتغيرات والأسس سواء لضوابط القياس ومهنيته أو في أنواع طرق القياس نفسها أو تقسيمات الرأي العام وبحوثه مثل: البحث في عمق تأثر الرأي العام بموضوع معين ومدى اقتناعهم به أو رفضهم له أو شيوع الاتجاهات Attitudes ووضوحها والتي تمثل التكوينات الفكرية للفرد ويمكن أن تبنى عليها مجموعة التصرفات السلوكية له.

 

ويعد قياس الآراء والمعتقدات والاتجاهات ذو أهمية كبيرة في قياس الرأي العام فهو يمكننـا مـن التنبـؤ بالسلوك والتحكم فيه.

 

حيث تعد قياسات الرأي العام أسلوبا من أساليب المشاركة في اتخاذ القرار، ووسيلة علمية يعبر الجمهور بواسطتها عن آرائهم ومواقفهم.

 

وبالإشارة إلى الأسس العلمية لبناء نماذج الاستطلاع نأخذ مثلا أساس التأكد عند القياس من معرفة ما إذا كان الأفراد المستطلع رأيهم لديهم معلومات عن القضية موضوع اسٍتطلاع الرأي أم لا ؛ حتى لا نأتي بنتائج متوهمة بينما الجمهور يتحدث عن شيء لا يفهمه!

 

ويجب الالتزام بأساليب علمية في جمع البيانات وأن يتضمن البحث وصفا وافيا للقائمين بالعمل الميداني وأساليب ضبط العمل الميداني والأشراف عليه.

 

فعمليات قياس الرأي العام وادعاء نتائجها –وخاصة في جانب الاستطلاعات- هي عملية علمية تقوم على أسس بحثية يجب الالتزام بها لكنها أيضا يمكن تزويرها أو التدليس فيها أو اللعب بنتائجها لتوافق أغراض من يقوم بتلك العملية لتؤدي في النهاية لنتائج يرغب بظهورها أو يتم تعديل مواقف المترددين من الجماهير وحسمها لصالح جهات معينة أو قضايا أو شخصيات بعينها.

 

وفي الدول التي لديها رغبة في التعرف على آراء جماهيرها وتؤمن بأهمية ذلك لاتخاذ قرارات ورسم سياسات تكون صناعة الرأي العام مجالا للمنافسة بينها ولها ضوابطها ورقابتها الذاتية والمؤسسية وتشارك فيها قطاعات معتبرة من الجماهير؛ ووسائل الإعلام لديها أيضا هامشا كبيرا من الحرية كمنظومة متكاملة للحكم؛ وإن كانت قد تخضع أيضا لتضليل متعمد أو يرد عليها أخطاء في القياس تؤدي لنتائج متباينة إن مارستها جهات غير متخصصة أو تم التلاعب فيها والتزييف.