لا يبالغ المرء أبدا حين يطلق مقولة مثل : (الاتصال هو الحياة)

أو يربط التاريخ بالاتصال كما يقول ألبير كامو (إن تاريخ الحضارة هو تاريخ الاتصال)

 

فالاتصال يعني التفاعل والتفاهم وتبادل الأفكار والمعارف والقيم للفرد والجماعة وتلك خصال بشرية لصيقة بالإنسان.

 

إن رواد الاتصال الأوائل هم الأنبياء الذي كانوا جميعا يحرصون على توصيل رسالتهم بشتى السبل..

 

الاتصال المباشر: كالدعوة الفردية، والاتصال الجمعي كالخطبة، والاتصال غير المباشر كالمراسلات والرسائل والنصائح.

 

خذ مثالا قول نوح عليه السلام: (.. ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا : يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا مالكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا) سورة نوح (9-20)

 

إنه عليه السلام يشير إلى انه مارس كافة أنواع الاتصال الفردي والجمعي (أعلنت لهم وأسررت لهم)؛ كما أنه عرض رسالته بكافة سبل الإقناع؛ واستخدم كافة الاستمالات العاطفية التي تبشر بمآلات طيبة ( يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين)؛ والاستمالات العقلية (ألم تروا كيف خلق الله ..) التي تقنع العقل وتستحث على التفكير

 

وهكذا كلما تعرف الداعية على مكونات عملية الاتصال وأتقن التعامل معها وتعرف على كيفية التأثير وطرق الاستمالات وكيف يستخدمها دون مبالغة

 

وكلما انتبه كذلك لعمليات التشويش على الرسالة وتخلص منها كلما استطاع توظيف تلك المعرفة وتوجيهها ليفيد دعوته ويوصل رسالته بأفضل السبل وبأيسر الطرق