أتعس الناس في هذا اليوم المشهود هؤلاء الأنجاس الأرجاس الذين خانوا الأمانة وحاربوا الدين وقتلوا الجزائريين وباعوا الوطن رخيصا للمستعمر..

 

أتعس الناس اليوم أمثال نزار والعربي بلخير وتواتي والعماري الذين عاشوا ملعونين وماتوا ملعونين منسيين..

 

لله تعاسة نزار وهو يرى رفيق دربه يرفع إلى مصاف الأبطال بينما يعيش هو منبوذا مدحورا لأنه ضيع فرصة التاريخ وراح يذبّح الجزائريين بالآلاف..

 

هذه رسالة جليلة من الشعب الجزائري إلى كل المسئولين مدنيين وعسكريين كي يدخلوا التاريخ من بابه الواسع بخدمة الشعب في مبادئه وحريته وتحقيق مطالبه وتطلعاته..

 

هذه رسالة من الشعب الجزائري مفادها أن الشعب مستعد لـ”نسيان” الماضي والتغاضي عن الأخطاء بشرط تصحيح المسيرة وتقويم الخطأ والرجوع إلى جادة الوطن..

 

وهذه رسالة جليلة من الشعب الجزائري للذين يريدون منا أن نقدس كل مسئول ونعلي شأن كل قائد ونتبع الأوامر دون تمحيص. لم يجن بوتفليقة من عقدين من الحكم سوى اللعنات رغم الزيف والأكاذيب. بينما رفع أحمد قايد صالح رحمه الله برحمته الواسعة إلى هذه المرتبة لأنه أعطى الشعب السلمية التي كنا نشعر أن العصابة كانت تريد أن تعطينا بدلها عشرية سوداء ثانية..

 

هذه رسالة جليلة من الشعب الجزائري مفادها أن المجد لا ينال بالمال، وأن الرفعة لا تنال بخدمة العدو، وأن المحبة لا تنال بالكذب والتزييف..

 

سيكون موت قائد الأركان رسالة سامية لكل الوطن: شعبه وجيشه ومسئوليه أن أعلى وسام على الإطلاق هو وسام الذي يقلده الشعب لمن يخدمه. وذات الرسالة تقول إن خدمة الشعب هي بذل الحرية والسيادة له بعدما حرمه منها نظام إيفيان البغيض.

 

وسيكون موت قائد الأركان رسالة مخادعة العصابة التي ستسعى للاستثمار فيها قصد تبريد الحراك والالتفاف على مطالبه التي هي بالذات مطالب نوفمبر. نسي هؤلاء المصطادون في إيفيان أن الحراك المبارك – والحراك وحده بعد الله جل وعز – هو الذي رفع قائد الأركان إلى رتبة الأبطال ، لأنه لولا الحراك لكنا اليوم نعيش في ذل الخامسة وبرنامج فخامته الذي كبرت نفسه عن تعزية قائد أركانه..

 

رحم الله قائد الأركان، ورحم كل من مات منسيا من أجل الوطن

د. علي حليتيم

من د. علي حليتيم

كاتب جزائري، ومدير مركز الشهاب للدراسات والبحوث