تأتيني من حين لآخر فيديوهات لأخوات تحوّلن إلى الإسلام، ويؤذيني ما يتعرضن له من عذاب من أهلهن ومن رؤساء الدين الذي تحولوا منه..

قالت إحداهن، وقد فرّت من بلدها، إنني لم أجتهد كثيرًا لأنال شرف الإسلام، بل الله هو الذي اختارني لأكون مسلمة، وحوّل قلبي هذا التحوّل الكبير في لحظة فارقة، ومن أجل ذلك لن أقبل باختيار آخر غير اختيار الله ولو قتلوني، فإن فعلوها فقد متُ على دين الحق وكلمة التوحيد..

وبقدر فرحى لهذه الحالات بقدر حزني على ما يجرى لهن، وهو ما تقشعر منه الأبدان، فلا تصدق أن هذا الكيد ضدهن يمكن أن يصدر من أصحاب دين سماوي يدعو إلى التسامح والمحبة، بل يصل هذا الكيد إلى النذالة والخسّة عندما يحبسون إحداهن بمعرفة أهلها ويتولى رئيس ديني مهمة التحرش بها لكسر إرادتها وإفساد خلقها – لعنهم الله.

ورغم هذا الانكسار الذي تواطأ له الجميع، الرسميون وغير الرسميين، فإن طاقة نور تنفتح أمامنا مبشّرة بشروق شمس هذا الدين من جديد، وأن أزمنة الصحابة والسلف تتكرر مرة أخرى، وتلك نبوءة المعصوم صلى الله عليه وسلم ببلوغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، بعز عزيز أو بذل ذليل؛ عزًّا يعز الله به الإسلام، وذلًّا يذل به الكفر والطغيان..

وتؤكد الظاهرة أيضًا أن موكب الخير سائر برعاية الله، وعلى عينه، لا يوقفه أحد، ولا يعطله شىء، وهو بنا أو بغيرنا، وأنه من الكيس أن نتبعه لا نحيد عنه، وذلك شرف الدنيا والآخرة؛ (وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم) [محمد: 38].

من عامر شماخ

كاتب صحفي مصري