مناداة الإنسان بالاسم المحبَّب إليه يفتح قلبه، ويشرح صدره، ويدخل السرور على نفسه،

 

عن حنظلة بن حذيم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كان يعجبه أن يدعى الرجل بأحب أسمائه إليه، وأحب كناه)

 

وفي هذا يروى الحديث (ثلاث يصفين لك ود أخيك: تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه)

 

وقد ورد أيضا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

 

فإن كانت المناداة تصفي لك الود فإن التنابز بالألقاب والمعايرة والاستهزاء ولو مزاحا توغر الصدور وتفرق الأحبة وتورث البغضاء، فانتبه.

 

قال الغزالي في الإحياء: فيندب إكرام الصاحب والجليس ندباً مؤكداً، وتتعدد الوصية بآداب الصحبة،

فمنها كتمان السرّ وستر العيوب والسكوت عن تبليغ ما يسوءه من مذمة الناس إياه وإبلاغ ما يسره من ثناء الناس عليه.

 

وحسن الإصغاء عند الحديث وترك المراء فيه،

وأن يدعوه بأحب أسمائه إليه،

 

وأن يثني عليه بما يعرف من محاسنه ويشكره على صنيعه في حقه، ويذب عنه في غيبته.

 

وينهض معه في حوائجه من غير إحواج إلى التماس وينصحه باللطف والتعريض إن احتاج. ويعفو عن زلته وهفوته ولا يعيبه ويدعو له في الخلوة في حياته ومماته ويؤثر التحقيق عنه وينظر إلى حاجاته ويروح قلبه في مهماته ويظهر الفرح بما يسرّه، والحزن بما يضره ويضمر مثل ما يظهره فيه ليكون صادقاً في ودّه سراً وعلناً ويبدأه بالسلام عند إقباله.

 

ويوسع له في المجلس، ويخرج له من مكانه، ويشيعه عند قيامه، ويصمت عند كلامه حتى يفرغ من خطابه.

 

وبالجملة يعامله بما يحب أن يعامل به. اهـ.

 

وقال غيره: المجالسة وإكرام الجلساء أن يوسع للجليس ويقبل عليه ويصغي لحديثه ويتمكن من الجلوس معه غير مستوفز.

 

ولا يعبث بلحيته ولا خاتمه ولا يشبك أصابعه ولا يضع إصبعه في أنفه ولا يكثر البصاق والتنخم والحكايات المضحكات ولا يحدث عن إعجابه بولده أو حليلته أو طعامه أو شعره أو تأليفه أو درسه ولا يكثرن الإشارة بيده ولا الالتفات.