فجأة تجد حملة تستهدف شخصية إسلامية عامة، مثل الأخ يوسف أستس الداعية المسلم، أو الشيخ مصطفى العدوي أو غيرهما، ويعلم الله ومن يعرفونني بل ويقر به كثير مما كتبت؛ أنني أشد الناس رفضاً للغلو في المشايخ وتقديسهم وتسميم لحومهم، لكن الإنصاف مطلوب والحق شاخص ينادي أصحابه.

وكثيراً ما تقف جهات وشخصيات موسومة بأنها “سلفية” وراء هذه الحملات، وطالما تساءلت لماذا يتبنى بعض منتسبي هذا الاتجاه تحديداً مثل هذه الحملات، مع إقرار كل منصف بأن كثيراً من السلفيين هم أهل خير وعلم، وإنما كانت القلة المفسدة هي سبب التعميمات الجائرة بحقهم!

وأجيب عن هذا السؤال بما يلي:

• أن هذا التيار هو الأكثر ادعاء لامتلاك العلم الشرعي، وليس ذلك فحسب وإنما هو الأنشط أفراداً ومجموعات في مقابل التيار الأزهري العلمي مثلاً!

• أن هذا التيار يمتاز بالقدرة على التلفيق والاتهام -مع لزوم الاستثناء المذكور أعلاه- وتشمل ملامح هذا التلفيق ما يلي:

١- كثرة الحشد والنقل والنقش، بما يفتح عشرات المواضيع والقضايا والتي يعسر الإلمام بها جميعاً دفعة واحدة، كما يصعب تفنيدها للغاية لأنها تحتاج عشرات أضعاف هذا الحشد المتطاول.

٢- الخلط المتعمد حيناً بغير أمانة علمية، والعفوي أحياناً أخرى بسبب التشوش وقلة العلم واختلاط الحقائق والمفاهيم.

٣ عدم الإلمام بالأصول فأفقر التيارات تحديداً في تناول علم الأصول والقواعد الفقهية هو التيار السلفي المعاصر خاصة في بلد كمصر، ولعل تغييب هذه العلوم يعود لفقر المؤسسين والذي توارثه شيوخ التيار، كما يتعمده البعض باعتبار هذه العلوم ضابطة ولا تسمح بالخلط والعبث الذي يسود كثيراً من قطاعات التيار.

٤- شهوة الاتهام وشراهة الاستعلاء على الناس بدعوى العلم، فهي دعوى مغرية وقد أهلكت من قبل العلماء والعباد والزهاد، ما لم تحطها حقائق الإيمان وورع التقوى.

والله من وراء القصد

من د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر