أعشق الوطن بلا حدود، لأنني ترعرعت فيه، وأكلت من رزقه، وتربيت في أحضانه، وأعشق الحرية بلا سقف،

لأني بدونها لست إلا جسدًا خاويا،

اخترت فكرتي، وما زلت، وعبدت الله، وما زلت، وأدعو إلى الإسلام، وما زلت،

وكل ذلك أثر من آثار الحرية على ذاتي،

وأعشق المبادئ الكبيرة، وأنحاز إليها بلا تردد،

فالعدل والكرامة وتحقيق التعايش السلمي بين الناس، كل ذلك أحبها من أعماق قلبي.

أحلم بأن أعيش في وطن لا ظلم فيه، وأعيش مع بشر يتنافسون، ولكنهم لا يتقاتلون،

وأن أجد نفسي في بيئة سياسية وفكرية، يكون فيها الإنسان أهم من الوطن، والقيم أعلى من الأحزاب، والأفكار أقدم مكانة من الشكليات،

حينها نصبح رقما صعبا في عالم لا يحترم إلا الكبار والأرقام الصعبة.

أحب أن أرى في وطني احتراما للكرامة الآدمية، فلا تزوير للانتخابات، ولا مكان للانتخابات الشكلية، ولا موقع للصراعات العبثية،

فالناس يجتمعون لأجل الأفكار، لا لأجل القبائل، ويختارون الرؤساء لأجل ما يحملون من القيم، لا لأجل أعراقهم،

حينها نكون شيئا، وقبلها نبقى كمن نحن اليوم بلا وزن.هل تفهمون يا أهلي؟

من د. عبد الرحمن بشير

داعية ومفكر إسلامي، من جيبوتي