د. علي محمد عودة، متخصص في تاريخ الحروب الصليبية

من الأخطاء الشائعة في كتب التاريخ أن عدد الحملات الصليبية ثمان حملات.

والحق أن الحروب الصليبية حرب عالمية استمرت ضد أمة الإسلام عدة قرون..

ولم تتوقف إلا في عدة هدن قليلة ومتباعدة ولم يمر عام واحد إلا وجاء محاربون صليبيون لقتال المسلمين،

وبعضهم يأتي على هيئة حجاج ثم ينضمون للجيوش الصليبية في بلاد الشام.

وسأضرب بعض الأمثلة على بعض الحملات التي وقعت بين رقم الأولى سنة 490 هجري وبين الثانية سنة 542 هجرية.

فما أن سمع الغرب الأوربي بنجاح الحملة الأولى حتى أخذته الحماسة،

فجرد ثلاث حملات ضخمة تناهز في العدد الحملة الأولى سنة 494 هجرية، ويسمونها في الغرب حملات سنة 1101م.

ولم تأخذ رقما في كتب التاريخ وقد دمرها الأتراك المسلمون بأكملها في آسيا الصغرى ولم يصل منها إلا بضع مئات.

وجاءت بعدها حملة إنجليزية وحملة أخرى أرسلتها البندقية

وفي سنة 502 جاءت حملة سويدية بقيادة ملك السويد سيجورد وساعدت الصليبيين على احتلال صيدا

وهكذا استمرت الحملات الصليبية تتدفق بدون توقف حتى زمن الحملة الثانية،  التي حازت رقما في كتب التاريخ.

 ولذا لزم التنبيه على هذا الخطأ الشائع في كتب التاريخ وخصوصا في المناهج الدراسية..

فهي حرب عالمية شنها الغرب الصليبي على أمة الإسلام ولا تزال قائمة إلى اليوم.

من البراهين على خطأ أن الحروب الصليبية ثمان حملات ما حدث بعد الحملة الثامنة سنة 669 هجرية من حملات كثيرة مثل:

الحملة على مدينة المهدية في تونس

والحملة الصليبية على الإسكندرية

والحمْلة الصليبية على أنطالية

والحملة الصليبية على أزمير

والحمْْلة الصليبية على الدولة العثمانية (حملة نيقوبوليس).

وحملات أخرى كثيرة لا حصر لها قام بها القراصنة القطلان

(الذين هوى معظم شبابنا اليوم مع فريقهم برشلونة) والقراصنة القبارصة وقراصنة القديس يوحنا.

وعمت تلك الحملات والغارات العدوانية معظم سواحل وموانئ الشام ومصر وشمال أفريقيا وتركيا طوال القرون الثامن والتاسع والعاشر الهجرية وما بعدها!!!

د. علي محمد عودة

من د. علي محمد عودة

أستاذ متخصص في تاريخ الحروب الصليبية، وتاريخ العدوان الفكري الغربي على الإسلام