المُرتزق هو من يتكسب من عمل لا يؤمن به ولا يعتقده ولا يبالي.

ومن شر المرتزقة، القتلة المستأجرون لا يعرفون من يصوبون إلى صدورهم أسلحتهم الغادرة.

وهؤلاء سواء كانوا قتلة محترفين أو بلطجية رعاع، تستخدمهم حكومات وكيانات كبرى لتغسل أيديها من هذه الأعمال القذرة.

وأسوأ من هؤلاء، المرتزقة بالكلمة المؤثرة، من المثقفين والصحفيين والإعلاميين والروائيين والمؤثرين من نجوم منصات التواصل،

حيث يؤجرون أقلامهم وأفكارهم وخيالهم وفنهم وإبداعهم لمن يدفع أكثر، حتى لو أفسدوا العقول ولوثوا القلوب وهدموا الأخلاق واستباحوا القيم.

وقد قال المصطفى (وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم).

وأسوأ وأخطر من هؤلاء وهؤلاء المرتزقة بالدين، يشترون بما علموا من دين الله ثمنا قليلا، وبدلا من الاستفادة بنعمة الدين بالالتزام بشرع الله والتزين بمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال،

إذا هم ينبذون كتاب الله وراء ظهورهم، ويتركون أخلاق القرآن ويخلعونها كما يخلعون ملابسهم،

بل وينسلخون منها انسلاخا، ليبرروا ويزينوا الباطل وأهله، ويدافعون ويلوون أعناق النصوص حتى يرضى عنهم ممولوهم وأسيادهم والمتألِهون عليهم.

هؤلاء ينتظرهم وعيد رسول الله ﷺ القائل (من تعلم علما مما يُبتغى به وجه الله تعالى،

لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عَرف الجنة يوم القيامة)، يعني ريحها.

هؤلاء البؤساء يستبيحهم الشيطان وقد خلعوا عنهم حصن الدين، وترى الواحد منهم لا يقر له قرار، يلهث إذا مُنِع ويلهث إذا أعطي، يلهث إذا جاع ويلهث إذا شبع!

(فمثله كمثل الكلب.. إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث. ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون).

من د. محمد هشام راغب

عميد الدراسات القرآنية - جامعة مشكاة