تطورات متسارعة شهدتها الجهود الامريكية لوضع اللمسات النهائية للتسوية التي تعكف عليها إدارة لإنهاء الصراع الإسرائيلي –الفلسطيني المعروف إعلاميا بصفقة القرن في ظل ما يتردد عن دعوة مرتقبة لترامب لعقد قمة عربية أمريكية للتشاور حول التسوية وحشد دعم حلفاء واشنطن لتمرير الخطة التي تواجه رفضا فلسطينيا وتحفظا إردنيا

كشف مصادر إسرائيلية ، عن تفاصيل تنسيق أمريكي إسرائيلي لعقد مؤتمر في منتجع كامب ديفيد، قبيل الانتخابات الأمريكية والإسرائيلية المقبلة، بحضور قادة عرب، وذلك كنوع من التسويق الجديد لخطة السلام الأمريكية، المعروفة باسم “صفقة القرن”، والتي أثارت رفضا عربيا وإسلاميا واسعا.

وأضافت المصادر أن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” سيتولى بنفسه التحرك خلال مؤتمر كامب ديفيد والترويج للصفقة، وذلك كهدية منه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، قبيل الانتخابات العامة للكنيست، والتي ستجرى في 17 سبتمبر المقبل وهي الانباء التي نفاها البيت الابيض جملة وتفصيلا.

ونقلت عن المصادر ” إن مستشار “ترامب” وصهره “غاريد كوشنر”، سيحمل تلك الدعوة من الرئيس الأمريكي، خلال جولته التي تبدأ، الأربعاء، في المنطقة، وتشمل زيارة كل من السعودية والإمارات ومصر والأردن وقطر.مشيرة إلي أن القادة العرب لا يمكن لهم رفض تلك الدعوة.

وقالت مصادر أمريكية مطلعة قولها إن “نتنياهو” لن يشارك في المؤتمر المقترح في كامب ديفد؛ حتى لا يمثل وجوده إحراجا ثقيلا على المدعوين العرب، لاسيما أمام الرأي العام العربي والإسلامي.

وقالت إن المؤتمر، الذي لم يتحدد موعده النهائي بدقة بعد، سيشهد طرح “ترامب” مبادئ وملامح جديدة لـ”صفقة القرن” تم التوصل إليها خلال مشاورات من وراء الكواليس بين “نتنياهو” والبيت الأبيض، شارك فيها السفير الإسرائيلي في واشنطن، “رون دريمر”، الذي عاد للبلاد والتقى بـ “نتنياهو” لهذا الغرض.

وأشارت إلى أن “ترامب” سيطرح في المؤتمر “ملامح” وليست “تفاصيل” تلزمه، وسيقول على سبيل المثال إنه يؤيد “كيانا فلسطينيا” ولكن ليس بالضرورة دولة، وإمكانية الحديث عن حضور فلسطيني في الشطر الشرقي من القدس، دون الاعتراف بها كعاصمة.

واعتبرت أن هذه المبادرة تنسجم هذه المبادرة مع الحملة الدعائية الانتخابية التي يقودها كل من نتنياهو وترامب في إسرائيل والولايات المتحدة”.

يأتي هذا في الوقت الذي قالت مصادر وثيقة بالسلطة الفلسطينية إن الرئيس عباس استبق ذلك الحراك الأمريكي الإسرائيلي بلقاء العاهل الأردني الملك “عبدالله الثاني”، الأسبوع الماضي؛ بهدف تثبيته على موقف رافض للمخطط الأمريكي- الإسرائيلي قبيل زيارة “كوشنر”.

وتابعت: “في ختام اللقاء أصدر عبد الله الثاني بيانا أكد فيه دعمه بناء دولة فلسطينية وعاصمتها القدس وهذا ما يحاول كوشنر القفز عنه”.مرجحة أن ترفض السلطةالفلسطينية الملامح الجديدة للصفقة، والتي ستعلن خلال المؤتمر، بينما يستمر “نتنياهو” في المشاركة باقتراحاته وتحفظاته عليها.

تستعد العاصمة الأردنيّة عمّان مساء اليوم الأربعاء لاستقبال المستشار الأمريكي جاريد كوشنر الذي بدأ صباحًا جولته الجديدة في المنطقة وسط تساؤلات حائرة عمّا سيحمله في جعبته صهر الرئيس الأمريكي بخصوص ما يسمّى صفقة القرن.

استَبق العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني زيارة كوشنر الموصوفة بأنّها مُهمّة وخطيرة بحراك دبلوماسي نشط حاول خلاله تأسيس موقف جماعي أو ثنائي على الأقل مع دول مِثل مصر والإمارات ومع السلطة الوطنية الفلسطينية تحت عنوان ” التضامن مجددًا مع حل الدولتين”.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفقًا لمعلومات كان قد حضر إلى عمان بناءً على طلب الملك عبد الله الثاني وناقش الزعيمان بصفة حصريّة الأفكار المُحتملة التي قد يأتي بها كوشنر.

ويبدو أن الخارجية الأردنية أصبحت على علم بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُخطّط قريبًا للإعلان عن تفاصيل ما يسمّى صفقة القرن .

وعليه يتم التعامل دبلوماسيًّا مع زيارة كوشنر باعتبارها مقدمة لإبلاغ الأردن وغيره عن توقيت إعلان الصفقة من قبل الرئيس الأمريكي وعن بعض تفاصيلها خصوصًا في الملامح العريضة والتي توضّح موقف الصفقة من مسار سياسي لخطّة السلام الأمريكية الجديدة.

زيارة كوشنر بالمعنى الفنّي تنسيقيّة في سياق التحضير مع أنّ الانطباع في المؤسسات الأردنية كان بأن الإدارة الأمريكية قد لا تُعلن مسارًا سياسيًّا لصفقتها قبل الانتخابات الإسرائيلية التي تبدأ في شهر أيلول وتنتهي عمليًّا في مطلع شهر نوفمبر.

السفارة الأمريكيّة في عمّان أبلغت مُستقبلًا بأنّ زيارة كوشنر تنسيقيّة وتشاوريّة وليست تفاوضيّة بمعنى أنّه سيعرض بعض ما لديه ويحدّد أو يُبلّغ بسقف زمني فيما ينوي الرئيس ترامب إعلانه بعد عدّة أيّام أو في وقتٍ قريب.

وقوف كوشنر في عمّان سيحصل بعد وقوفه في تل أبيب ولم يصدر حتى اللحظة وفقًا لآخر المعطيات ما يُفيد بأنّ أبو ظبي قدّمت للقيادة الأردنية ضمانات بأن تقف المملكة العربية السعودية مع الأردن ومصر والإمارات بصورةٍ علنيّة عند استقبال كوشنر مع التمسّك بخيار الدولتين.

خلافًا للآمال الاردنية “تأخّر الرد السعودي” وحصلت عمّان على موقفٍ من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإبلاغ المبعوثين الأمريكيين بالوقوف مع حل الدولتين وبمخاطر أيّ مسار سياسي يعرض بدون حد منطقي ومعقول يقنع القيادة الفلسطينية أو يسمح لها باستئناف المفاوضات.

في الأثناء محاولات التجسّس المعلوماتيّة على سيناريو زيارة كوشنر أخفقت حتى اللّحظة بالحُصول على تصوّرٍ كامل وناضج وهي نقطة يعتبرها صانع القرار الأردني “ليست سيّئةً جدًّا” وعلى أساس أنّ بقاء الأمور كما هي أفضل بكثير من التقدّم بخطّة مسار سياسي لا يُمكن لها الصّمود والبقاء ويرفضها الطرف الفلسطيني.

من جانب أخر التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الأربعاء في عمان جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأحد كبار مستشاريه، وبحث معه عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، على ما أفاد الديوان الملكي في بيان.

وذكر البيان ان الملك استقبل في قصر الحسينية في عمان كوشنر “الذي يزور الأردن ضمن جولة له تشمل عددا من الدول في المنطقة”وبحث الجانبان “الجهود المبذولة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.