الشاعر محمود مفلح
الشاعر محمود مفلح
الشاعر محمود مفلح

 

أنا ما كتبتُ الشعرَ كي أتشدّقا
أو أنني جاريتُ فيه لأسبقا….

أنا لا أحبُ الشعرَ بوق عشيرةٍ
بل لا أحبُ الشاعرَ المتخندقا

أنا لا أحبُ الشعرَ اقرأ ساعةً
وأعودُ من عُسر القراءةِ مُـرهقا….¡¡

أحببتُ شعرًا كالطفولةِ ناعمًا
أو جَـدْوَلا مترقرقا متدفّقا

يدنو من القلبِ الكسير يضمهُ
ويضخُ فيه الحبَ حتى يخفقا

يأتيهِ محمولًا على إيقاعهِ
يهديهِ فُـلّة عاشقين وزنبقا

وإذا شممتُ من القصيدةِ عجمةً
مزّقـتُها من قبل أن أتمزّقا

ما أسوأ الشعراء حين تراهُـمُ
حول الموائدِ راقصًا ومُصفّـقا

ولكم تسيء إلى القصيدة عصبةٌ
تحشو الحروف تزلّفــًا وتملّـقـا

والشعرُ ما لمْ يسـتـفـزّك صارخــًا
فاسكُبْ عليه الماءَ حتى يغرقا

والشعرُ أجدرُ بالصخورِ إذا أَبَت
تحت الفؤوسِ وعاندت أن يُـفـلـقا…

لا خير في شعرٍ يجرُّ عنانهُ
خلف القطيعِ وهمّهُ أن يلحقا

كم سال من ولهٍ لعاب قصيدتي
لما رأى خمرا بثغرك عُـتّـقا….

شيخوخةُ الشعراءِ تبدو  عندما
لا يكتبُ الشعراءُ شعرًا مقلقا

                                                                          —————-

من ديوان ( لا تهدموا البرج الأخير)