كشفت رسالة وجهها الولي الفقيه لاجتماع مشترك بين وزارة المخابرات وجهاز استخبارات الحرس النقاب عن بعض أوجه الصراع بين أجهزة نظام الملالي في إيران ومخاوف خامنئي من مضاعفاتها.

تفيد الرسالة التي نشرتها وسائل الإعلام الرسمية لاحقا بان خامنئي حذر الاجتماع الذي شارك فيه وزير المخابرات ورئيس استخبارات الحرس ووزير الداخلية احمد وحيدي وأمين سر المجلس الأعلى أحمديان والملا كلبايكاني رئيس مكتب خامنئي من عدم تفاهم الأجهزة مع التأكيد على خطورة ملف المعلومات الذي وصفه بأنه إحدى نقاط ضعف النظام.

حاول خامنئي تعويم تحذيراته وتغليفها بالإشارة الى ما وصفه بـ«تفاهم جاد» بين رئاستي المؤسستين الأمنيتين لكن المحاولة لم تحل دون التأكيد على جوهر الرسالة التي نقلها كلبايكاني وهو ضرورة التعاون والتفاهم على جميع المستويات وتحديد “الخطوة الجادة” المتمثلة في تطبيق التفاهم.

تفيد المعلومات التي نشرتها وسائل إعلام النظام بعد اسبوع من الاجتماع بشدة الارتباك والتشتت في أجهزة القمع، استمرار حالة الطوارئ لمواجهة خطر الانتفاضة المقبلة، وكابوس «العدو» الذي يقلق الملالي.

تأتي هذه التطورات بعيد التصريحات التي أدلى بها الملا حسين طائب بعدما فصله خامنئي من استخبارات الحرس، أشار فيها إلى انقسامات بين الأجيال وتشققات في بنية النظام امتدت إلى الهيكل بسبب الصراع الطويل مع العدو، كما تؤكد تصريحات قائد قوات الحرس حسين سلامي الانقسام بين جهازي النظام الأمنيين حيث قال إن «وزارة المخابرات وجهاز استخبارات الحرس عينان يجب أن تقدما صورة تجنب النظام الوقوع في اللابؤرية السياسية» فيما يقول رئيس استخبارات الحرس إن «التماسك والكفاءة» من «نقاط الاقتدار» في النظام، متهما الطرف الآخر بممارسات تضعف هذه النقاط  ووضع خطاه على أقدام العدو، وأكد رئيس مكتب القائد العام للقوات المسلحة  محمد شيرازي خلال الاجتماع على خطر الانتفاضة، مشددا على أهمية العمل بـ«تعاطف تنظيمي» لمنع المؤامرة والفتن.

لعل تشخيص احمديان ـ الذي يعد وجوده في موقع سكرتير مجلس الأمن الأعلى بعد إقالة شمخاني مؤشر ارتباك ـ الأكثر وضوحا حيث حذر من خطورة التعامل مع «أخطاء بعضنا البعض» في هذا الوضع الطارئ، وأكد على ضرورة اتخاذ «إستراتيجية واحدة» بدلاً من صراع الذئاب بين الأجهزة والقادة الأمنيين وتحديداً استخبارات الحرس ووزارة المخابرات.

يظهر تزايد الخلافات واشتداد الصراعات بين وزارة المخابرات واستخبارات الحرس ـ إلى حد تدخل خامنئي ـ مدى ارتباك الملالي من حالة الغليان في الشارع الإيراني، قلق حكم الولي الفقيه من اتساع عمليات وحدات المقاومة، وميل الشباب إلى إستراتيجية العنف الثوري.