الأمة| التقى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم الأربعاء ولي عهد المملكة العربية السعودية، الأمير محمد بن سلمان في الديوان الملكي، في زياة مؤجلة منذ ثمانية أشهر، تؤكد مضي بغداد قدما نحو الانفتاح على علاقات خارجية متوازنة.

ووفق بيان لمكتب الكاظمي تم مناقشة تفعيل صندوق الاستثمارات السعودي، وبحث تعزيز سبل التعاون المشترك في مجالات الاقتصاد والطاقة والأمن والاستثمار والحدود.

وخلال الزيارة وقع الجانبات العراقي والسعودية على خمس اتفاقيات الأولى بشأن “تمويل الصادرات السعودية” كما تم توقيع “اتفاقية مشتركة للتعاون في مجال التخطيط التنموي للتنويع الاقتصادي وتنمية القطاع الخاص” وتوقيع “اتفاقية لمنع الازدواج الضريبي” وكذلك تم توقيع “مذكرة للتعاون المشترك بين دار الكتب والوثائق الوطنية في جمهورية العراق، ودار الملك عبد العزيز في المملكة العربية السعودية” بجانب “مذكرة تفاهم بين شبكة الإعلام العراقي وهيأة الإذاعة والتلفزيون السعودية”.

وحظي الكاظمي في زياته التي تأتي تلبية لدعوة الملك سلمان بن عبد العزيز، باستقبال مشرف في السعودية، لفت الأنظار واستدعى تعليق عدد من السعوديين والعراقيين على منصات التواصل الاجتماعي. واصطحب ولي العهد الكاظمي في جولة إلى منطقة الدرعية الأثرية في أطراف الرياض.

وكان الأمير محمد بن سلمان في مقدمة مستقبلي رئيس الوزراء العراقي لدى وصوله مطار الملك خالد الدولي.
وفور نزول لكاظمي من الطائرة أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيباً بقدومه، فيما رسمت الطائرات السعودية علم جمهورية العراق في الجو.

وأجري لرئيس الوزراء العراقي مراسم استقبال رسمية، حيث عزف السلامان الوطنيان للبلدين ثم استعرض حرس الشرف.

ورافق الكاظمي وفد رفيع المستوى يتألف من، وزير الخارجية الدكتور فؤاد محمد حسين بكي، ووزير المالية الدكتور علي عبد الأمير علاوي، ووزير التخطيط الدكتور خالد بتال النجم، ووزير الداخلية عثمان علي فرهود الغانمي، ووزير النفط إحسان عبدالجبار إسماعيل الساعدي، ووزيرة الإعمار والإسكان نازنين محمد وسو، وكذلك مستشار الأمن القومي قاسم محمد جلال الأعرجي، محافظ الأنبار علي فرحان حميد، ومحافظ المثنى أحمد منفي جودة، وآخرين.

وفي يوليو الماضي تأجلت زيارة الكاظمي إلى السعودية في اعقاب دخول الملك سلمان بن عبد العزيز إلى المستشفي بشكل مفاجئ. وكان الكاظمي قرر أن تكون السعودية أول محطة خارجية له بعد تولي المنصي أولا ثم إيران والولايات المتحدة، وتلقفت طهران الفرصة التي أتاحها القدر ودعت الكاظمي إلى زيارتها فور تأجيل زيارته إلى السعودية.

وقارن عدد من المستخدمين على تويتر بين الاستقبال الإيراني للكاظمي في مقابل الاستقبال السعودي.

العلاقات السعودية العراقية

وتسعى السعودية إلى منافسة النفوذ الإيراني في العراق على المستوى التجاري والاقتصادي.

وشهدت العلاقات العراقية السعودية تحسنا في السنوات الثلاث الماضية منذ عهد رئيس الوزراء الأسبق عدل عبد المهدي، لكنها لم تكن في المستوى المطلوب.

ومع رغبة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في اتباع سياسة تنويع الحلفاء وعدم حصر البلاد في محور إيران، تشهد العلاقات بين بغداد والرياض دفعة للأمام.

وفي نوفمبر الماضي دخل منفذ عرعر الحدودي البري بين العراق والسعودية، الخدمة بشكل رسمي، للتبادل التجاري بين البلدين الجارين والسفر، وبجانب الأهمية الاقتصادية فهو يحمل أهمية جيوسياسية أيضا.

وبينما تعارض بعض الجماعات السياسية والمسلحة الشيعية الموالية لإيران في العراق قيام الشركات السعودية بالاستثمار في البلاد، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في وقت سابق إنهم سيكونون سعداء باستثمار السعودية في العراق.

من عبده محمد

صحفي