حمدي شفيق

الغُلام المخبول، أو الجهول، تجاوز كُل الحدود، و تطاول حتى على الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، وما أظنه سيُفلت من انتقام الله لأوليائه، الذين يفترى عليهم، ويحاول تشويه سِيَرِهم، ومنهم هذا العادل الراشد الزاهد العابد.

ويكفى الآن استعراض بعض ما قال فحول علماء السلف وكبار المُؤرخين عن عمر رضي الله عنه:

فقد أثنى عليه الصحابي الجليل أنس بن مالك، رضي الله عنه، بعد أن صلى خلفه، وقال: «ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله من هذا الفتى». انتهى..

ووصف شيخ الإسلام الإمام الذهبي-رضي الله عنه- في موسوعته: «سير أعلام النبلاء» عمر بن عبد العزيز بأنه:

(الإمام الحافظ العَلّامة المجتهد الزاهد العابد السيد، أمير المؤمنين حقًا، أبو حفص، القرشي الأموي المدني ثم المصري، الخليفة الزاهد الراشد).

وقال عنه أيضًا: (وكان من أئمة الاجتهاد، ومن الخلفاء الراشدين، رحمة الله عليه)..

وفي موضع ثالث كتب عنه:

(قد كان هذا الرجل حسن الخلق والخلق، كامل العقل، حسن السمت، جيد السياسة، حريصا على العدل بكل ممكن، وافر العلم، فقيه النفس، ظاهر الذكاء والفهم، أواها منيبا، قانتا لله، حنيفا زاهدا مع الخلافة، ناطقا بالحق مع قلة المعين، وكثرة الأمراء الظلمة الذين مَلّوه وكرهوا مُحاققته -إجباره لهم على الخضوع للحق- ونقصه أعطياتهم ،وأخذه كثيرا مما في أيديهم، مما أخذوه بغير حق، فما زالوا به حتى سقوه السم، فحصلت له الشهادة والسعادة، وعُدّ عند أهل العلم من الخلفاء الراشدين، والعلماء العاملين). انتهى.

وما أظن أن هناك ما يُمكن أن يُقال بعد هذا المقال من سيد المؤرخين رضي الله عنه..

وقال ابن سعد فى «الطبقات الكبرى»: «كان ثقة مأمونا، له فقه وعلم وورع ، وروى حديثا كثيرا، وكان إمام عدل -رحمه الله- ورضي عنه». انتهى.

وقد أجمعت جماهير العلماء، سلفًا وخلفًا، على إمامته وعدالته، وأنه هو خامس الخلفاء الراشدين، رضي الله عنهم أجمعين..

&

للمزيد عن سيرة عمر بن عبد العزيز راجع كتاب «الخليفة الخامس عمر بن عبد العزيز» لكاتب هذه السطور، وهو مُتاح مجانًا على كثير من المواقع الإسلامية على الإنترنت.