حمدي شفيق

كثير من الناس في هذا الزمان يقلّلون من شأن الأعمال والحرف البسيطة،

وهذا جهل فاضح، وخطأ فادح.. فقد اختار الله تعالى لصفوة خلقه الأنبياء والرسل أبسط الحرف..

قال النبي : «ما بعثَ اللَّهُ نبيًّا إلَّا راعيَ غنَمٍ» قالَ لَهُ أصحابُهُ: وأنتَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: «وأَنا كُنتُ أرعاها لأَهْلِ مَكَّةَ بالقَراريط»..

أي مقابل أجر معلوم.. وكان نوح نجّارًا، وكذلك كان داود

حدّادًا، لا يأكل إلا من عمله في صناعة الدروع الحديدية،رغم أنه كان ملكًا

ورسولًا في ذات الوقت.. قال النبي: «ما أكلَ أحدٌ طعامًا قطُّ ،خيرًا من أنْ يأكلَ من عمَلِ يدِهِ وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ كان يأكلُ من عمَلِ يدِهِ».

و قَالَ: «لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا،فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ».

وعن ابن عباس رضي  الله عنهما قال:

سمعت رسول الله يقول: «من أمسى كالًا من عمل يديه أمسى مغفورا له».

وهذه الأحاديث الشريفة وغيرها أدلة قاطعة على فضل وشرف وطيب كسب الحرف اليدوية والأعمال البسيطة.

والفلاح البسيط أو العامل، أعظم وأفضل من ملك أو رئيس أو وزير فاسد.