خباب مروان الحمد

تاريخياً عُرفَ وقوع خلاف بين الحنابلة والأشاعرة ببعض القضايا الاعتقادية وهي معروفة عند المتخصصين، وقد ينقل بعضهم عِدّة نقولات؛ لا تظهرُ سوى شكل الاختلاف السلوكي الشديد بينهما، من التشاحن؛ فتكون مواقف ذات انتقاء بُغيَة التشويه…

وقلّما تذكر المواقف بدراسة تتبعيّة تقويميّة تُذكر فيها جميع المواقف التي جرت بينهما لا أن يُقتصر على شيء دون شيء…

لعلّ ما لا يعرفه عدد من طلبة العلم أنّ هنالك مواقف اجتمعت فيه كلمة الطرفين سلوكياً وتطبيقياً في محاربة المنكرات أو في جهاد الكافرين؛

بِغَضّ النظر عن بقاء تلك الاختلافات المنهجيّة بين الطرفين..

لفت نظري في ترجمة العالِم الحنبلي الشهير الشريف أبو جعفر الهاشمي، المتوفى سنة 470 هـ،

وقد أوردها الإمام ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة :(1 / 36) أنه لما فشت في بغداد بعض المنكرات في ذلك الوقت،

من بيع للخمور وإقامة للمواخير وتكاثر للمفسدين والمفسدات، اجتمعت الحنابلة في أحد مساجد المدينة،

وعلى رأسهم الشريف أبو جعفر هذا، وضموا إليهم الأشعرية، وعلى رأسهم أبو إسحاق الشيرازي، وطالبوا بمنع تلك المنكرات وإزالتها من بغداد..

وهنا نقل رفيع نفيس عن الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى(3 /227)،إذ يقول:

“والناس يعلمون أنه كان بين الحنبلية والأشعرية وحشة ومنافرة. وأنا كنت من أعظم الناس تأليفًا لقلوب المسلمين وطلبًا لاتفاق كلمتهم واتباعًا لما أمرنا به من الإعتصام بحبل الله،

وأزلت عامة ما كان في النفوس من الوحشة وبينت لهم أن الأشعري كان

من أجل المتكلمين المنتسبين إلى الإمام أحمد رحمه الله ونحوه، المنتصرين لطريقه، كما يذكر الأشعري ذلك في كتبه”.

[ لفتة ]

ردّ شيخ الإسلام ابن تيمية على الأشاعرة، وجاهد معهم في(شقحب).

واختلف الإمام ابن قدامة مع الأشاعرة وجاهد تحت قيادة المجاهد صلاح الدين الأيوبي في (حطين).

من خباب مروان الحمد

باحث في مركز آيات