د. أكرم حجازي، كاتب وباحث أكاديمي، ومراقب لأحوال الأمة، وقضايا العالم الكبرى

لا شك أن التكتم المتعمد لبوتين في المسألة الأوكرانية تسبب بإرباك حير الخبراء والمراقبين الذين لم يعد لديهم القدرة على القراءة أو التنبؤ بمسار الأحداث إلا الشكوى والتذمر مما يدور في عقل بوتين!

لكن الحقيقة تكمن في خشية بوتين من وجود اختراقات غربية في صلب الكرملين، وليس من براعة ولا من دهاء. لهذا لجأ الأمريكيون والبريطانيون إلى إحراجه على الملأ عبر خوض حرب استخبارية علنية على وسائل الإعلام.

في عالمنا الإسلامي

مع الحرب الروسية الأوكرانية تتهاوى أستار النظام الدولي تباعا كما تهاوت أستار النفاق والمنافقين والمرتزقة والمأجورين، وانكشفت خطاباتهم المعادية للأمة والدين والفطرة.

وصار التطوع للقتال في أوكرانيا دعوات رسمية لزعماء الدول، فيما هو إر هاب بحق المسلمين حيثما كان. بل صرنا شعوب درجة ثانية وثالثة على وسائل إعلام الغرب والشرق، وانقلبت مواقف أوروبا وألمانيا رأسا على عقب في تسليح أوكرانيا.

تفكيك روسيا

لا أظن أن الغرب يفكر مجرد تفكير بتفكيك دولة نووية عظمى بحجم روسيا ذات التسلح العاتي والفتاك.

فإذا فعلوا سيتعرضون لفوضى مدمرة في الأرض، فضلا عن أنهم سيتسببون بصحوة إسلامية جارفة في الأرض، وليس في روسيا وآسيا الوسطى فقط.

فليس هناك من يرث روسيا كما ورثت هي الاتحاد السوفيتي

قولوها صراحة: الأوكرانيون ليسوا مسلمين

عيون زرقاء وشعر أشقر يقتلهم ويهجرهم أشقاءهم ذوي نفس العيون والشعر! وهم الذين سبق وقتلوا عشرات الملايين من بني عيونهم وشعرهم في حروبهم العالمية.

هذا لا تذكرونه ولا ترونه، لأن العنصرية أبت إلا أن تخرج أضغانكم وتجعل المقارنة مع المسلمين فقط.

التهديد الروسي بوضع القوة النووية في حالة تأهب قصوى هو تهديد عبثي

فأسلحة الإبادة الشاملة لها سلاسل أمنية شديدة التعقيد قد تصل إلى عشرات الشيفرات قبل أن يصل القرار إلى لحظة التنفيذ.

بمعنى أن القرار ليس بيد حتى مجموعة من كبار الضباط فضلا عن أن تكون بيد فرد، مهما بلغ من الطغيان والديكتاتورية.

د. أكرم حجازي

من د. أكرم حجازي

كاتب وباحث أكاديمي، ومراقب لأحوال الأمة، وقضايا العالم الكبرى