أعلن الطيار أنه خلال دقائق معدودات فقط سوف تهبط الطائرة في العاصمة البريطانية لندن ، وإذ يقوم هو يمد يده من جيبه وأخرج محفظة نقوده،

لأنه يستعد لفعل تصرف يفعله الكثيرين منا عند زيارتهم لأي دولة أجنبية،

وهو صرف الأموال بشكل هستيري ورميها على أي شيء حتى لو كان تافه و رخيص.

عشت أنا شخصيا كما غيري من أبناء الجاليات في بلاد الغربة لمدة عقد ونصف،

ورأيت أثرياؤنا يتصرفون كأنهم أطفال يشترون بيوت فارهة ويتركونها فارغة لسنوات، ويريدون لفت الانتباه بأي وسيلة،

والإعلام هناك بات يركز عليهم  كمادة مسلية، وأفعالهم لا تمت بأي صلة للعقل والمنطق، وكأنهم الوحيدين في هذا الكون الواسع الذين يملكون المال.

في أحد المرات دعيت لندوة أكاديمية في آخر سنة جامعية، وسوف يحضرها أحد عمالقة البرمجيات وهو أمريكي في عقده الرابع،

وعند دخوله كانت تصرفاته طبيعية ومتواضعة للغاية، ورفض الجلوس في المنصة المرتفعة

بل كان وسط الحاضرين يجيب ويعلق على كل شيء ومتفاعل بشدة معنا،

ولم يتحدث لا من قريب ولا من بعيد عن ثروته التي تتجاوز ميزانية عدة دول مجتمعة.

علماء النفس ذكروا أن هذه التصرفات تدل على الحرمان الغير مشبع عند نفوس البعض، ولهذا يقوم بهذا التصرفات الصبيانية، أما الكتوم فلديه حساباته الخاصة وخططه المستقبلية التي يخاف أن يبوح عنها لأسباب كثيرة خاصة به.