في عام ألفين وثلاثة دخلت القوات الأمريكية والبريطانية ومن تحالف معها إلى العراق، وباتت الحدود مفتوحة لكل من هب ودب، وفجأة وجدت أحاديث وخاصة عند فئة الشباب تتحدث عن المخدرات..!!

كتبت في حينها أن العراق خالي تماما من المخدرات ونحن لا نعرف المخدرات لا من قريب ولا من بعيد، لكن تبين أن كل كلمة كتبتها لا تمت للواقع بصلة، لأن مروجيها في حينها غزوا المجتمع بأنواع محددة رخيصة الثمن وفي متناول الجميع، وهذا شجع الكثيرين على تعاطيها وباتت نسب المدنيين لا تعد ولا تحصى، وما هي إلا فترة قصيرة حتى بتنا نسمع حوادث إجرامية مخيفة، ومن جهة أخرى وجدت عن جهات إرهابية تعلن عن نفسها والسواد الأعظم من أتباعها هم من المدمنين الذين يعلنون أي شيء يطلب منهم، فعقولهم في عالم آخر بسبب ما يتعاطونه ليل نهار.

شاءت الظروف أن أسمع أن جارتنا سوريا باتت المخدرات منتشرة فيها، وإذ أجد المشهد يعاد بأدق تفاصيله، مع إضافة لمسات أشد دموية لأن المخدرات أضيفت معها حبوب الهلوسة.

الآن أجد أخبار من هنا وهناك، عن إلقاء القبض عن عصابة مروجي، أو الكشف عن حبوب بكميات كبيرة، وأنا من واجبي أن أدق ناقوس الخطر خوفا من أن يعاد المشهد للمرة الثالثة.

مروجي المخدرات ومن يقف معهم ليس هدفهم الربح المادي فحسب كما يتصور البعض، بل لديهم أجندات أولها تدمير المجتمع وأخرها جعل الوطن الذي يستهدفونه أرض قاحلة، ليس فيها إلا أجساد أبرياء ممزوجة بأنهار من الدم المسفوك.