مقصود النظم الجاهلية من استهلاك القوى المجتمعية المتماسكة في مصر؛ هو تفريغ الواقع والمجتمع بحيث يكون هشاً ويمكن قمع أي تحرك عشوائي من غيرها.

وثورة ٢٥ من يناير المجيدة حين قامت كانت القوى الإسلامية في أسوأ مراحلها وأكثرها اهتراءً رغم الأعداد الغفيرة.

لكنها كانت أعداداً في عداد الليمون -بعاميتنا- وكانت جموع الملتزمين أكثرها من نتاج الفضائيات

التي فرخت صوراً بلا مضامين صلبة، نشأت ما بين صراخ الشيخ فلان بلا محتوى،

ونحنحات الشيخ علان المتزهدة، وابتسامات علان السمجة المتواصلة وهكذا، فلذلك سقطت الحركة في الاختبار.

الشيخ حازم أبو إسماعيل حفظه الله وفك أسره هو الوحيد الذي قدم نموذجاً محترماً ومحاولة جادة،

ولكنه -من وجهة نظري- قام بعمل نصف ما ينبغي،

ورغم أنه كان هاماً في الحقيقة، إلا أنه ترك النصف الآخر وكان خطيراٍ للأسف!

ذلك أنه لم ينتبه لموضعه أو حقيقة موقعه بشكل دقيق، والذي هو من وجهة نظري دور “الرمز أو الزعيم الملهم”،

فلم يكن مناسباً أن يكون هو نفسه المنظم والقائد والإداري، وإنما كان الواجب أن يقوم بذلك غيره ممن يختارهم وهو لم يفعل،

وهذا ما جعل هذا التيار على سعته -وكنا جزءً منه- مفرغاً ولا قدرة تنفيذية لقوته أو التمثل في كيان متماسك.

كما كان من المهم إتاحة الفرصة للشخصيات القوية الفاعلة التي أحاطت بالشيخ لاستغلال وتنظيم وتوجيه هذا الحشد الشعبي الشبابي المتنوع؛ لا الحيلولة دون ذلك!

هذان الأمران أبطلا فعالية هذا التيار وجعلوه بلا قيمة عملية،

أعني (تحديد الدور / وتفعيل التيار)، ولو حدثا لاكتسح الواقع كله وما تصدى له شيء ولأتى بالعجائب.

من د. خالد سعيد

أحد أبناء الحركة الإسلامية - مصر